الامام الثاني عشر الامام المهدي محمد ابن الحسن العسكري (ع)

[toggle title=”الامام الثاني عشر الامام المهدي محمد ابن الحسن العسكري (ع)” state=”close” ]إن مقتضى عدم افتراق العترة عن القرآن الكريم حتى يردا الحوض، هو بقاء العترة إلى جنب القرآن إلى يوم القيامة ، وعدم خلوّ زمان من الأزمنة منهما. يقول ابن حجر : « وفي أحاديث الحث على التمسّك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهّل منهم ، للتمسك به إلى يوم القيامة ، كما أنّ الكتاب العزيز كذلك ، ولهذا كانوا أماناً لأهل الأرض »[1]. وحيث إنه قد وردت أحاديث صحيحة تدل على وجود إمام في كل زمان لابد من معرفته وطاعته، وإلا مات الإنسان ميتة جاهلية من قبيل: « من مات ولم يعرف إمام زمانه » أو ما يقرب من مضمونه ، مثل : « من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهليّة » أو « من مات وليس عليه إمام ، فإنّ موتته موتة جاهليّة » أو « من مات بغير إمام مات ميتة جاهليّة » . وتناقلت كتب الحديث السنيّة فضلاً عن الموسوعات الحديثيّة الشيعيّة ، هذا الحديث بألفاظ مختلفة ، فقد نقله البخاري ، ومسلم ، وابن حنبل ، وابن حبّان ، والطبراني ، والحاكم النيسابوري ، وأبو نعيم الاصفهاني ، وابن الاثير الجزري ، والطيالسي ، والدولابي ، والبيهقي ، والسرخسي ، وابن أبي الحديد ، والنووي ، والذهبي ، وابن كثير ، والتفتازاني ، والهيثمي ، والمتقي الهندي ، وابن الربيع الشيباني ، والقندوزي الحنفي ، والاسكافي المعتزلي ، وغيرهم[2]. وحيث إن هؤلاء الإثني عشر خليفة أو أميراً لابد أن يكونوا من عترة المصطفى (ص) وآخرهم المهدي (ع)[3]، فإن من الضروري تحصيل معرفة صحيحة بالمهدي (ع)، ليتجنب الإنسان المصير السيئ المتمثل بالموت ميتة جاهلية.[/toggle]

[toggle title=”تواتر أحاديث المهديّ عليه السلام” state=”close” ]إنّ المشهور شهرة واسعة بين جميع المسلمين، وعلى مرّ الاَعصار أنّه لا بُـدّ في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت، يؤيّد الدين ويظهر العدل، وينشر الإسلام في بقاع العالم كلّه، ويسمّى بالإمام المهديّ.

والحقّ أنّ دليل المسلمين على ذلك هو تواتر أحاديث المهديّ والجزم بصحّتها، وليس شهرتها، فقد أخرجها جماعة كثيرة من أئمّة الحفّاظ، وأسندوها إلى عدد وافر من الصحابة، واليك الإشارة السريعة إلى كلّ هذا، فنقـول:

أخرج أحاديث الإمام المهديّ عليه السلام: ابن سعد (ت 230 هـ)، وابن أبي شـيبة (ت 235 هـ)، والإمام أحمـد بن حنبـل (ت 241 هـ)، وأبو بكر الاِسكافي (ت 260 هـ)، وابن ماجة (ت 273 هـ)، وأبو داود (ت 275 هـ)، وابن قتيبة الدينوري (ت 276 هـ)، والترمذي (ت 279 هـ)، والبزّار (ت 292 هـ)، وأبو يعلى الموصلي (ت 307 هـ)، والطبري (ت 310 هـ)، والعقيلي (ت 322 هـ)، ونعيم بن حمّاد (ت 328 هـ)، وابن حبّان البستي (ت 354 هـ)، والمقدسي (ت 355 هـ)، والطبراني (ت 360 هـ)، وأبو الحسن الآبري (ت 363 هـ)، والدارقطني (ت 385 هـ)، والخطّابي (ت 388 هـ)، والحاكم النيسابوري (ت 405 هـ)، وأبو نعيم الأصبهاني (ت 430 هـ)، وأبو عمرو الداني (ت 444 هـ)، والبيهقي (ت 458 هـ)، والخطيب البغدادي (ت 463 هـ)، وابن عبـد البرّ المالكي (ت 463 هـ)، والديلمي (ت 509 هـ)، والبغوي (ت 510 أو 516 هـ)، والقاضي عياض (ت 544 هـ)، والخوارزمي الحنفي (ت 568 هـ)، وابن عساكر (ت 571 هـ)، وابن الجوزي (ت 597 هـ)، وابن الجزري (ت 606 هـ)، وابن العربي (ت 638 هـ)، ومحمّـد بن طلحة الشافعي (ت 652 هـ)، والعلاّمة سبط ابن الجوزي (ت 654 هـ)، وابن أبي الحديد المعتزلي الحنفي (ت 655 هـ)، والمنذري (ت 656 هـ)، والكنجي الشافعي (ت 658 هـ)، والقرطبي المالكي (ت 671 هـ)، وابن خلّـكان (ت 681 هـ)، ومحبّ الدين الطبري (ت 694 هـ)، وابن تيميّة (ت 728 هـ)، والجويني الشافعي (ت 730 هـ)، وعلاء الدين بن بلبان (ت 739 هـ)، ووليّ الدين التبريزي (المتوفّى بعد سنة 741 هـ)، والمزّي (ت 742 هـ)، والذهبي (ت 748 هـ)، وسراج الدين ابن الوردي (ت 749 هـ)، والزرندي الحنفي (ت 750 هـ)، وابن قيّم الجوزية (ت 751 هـ)، وابن كثير (ت 774 هـ)، وسعد الدين التفتازاني (ت 793 هـ)، ونور الدين الهيثمي (ت 807 هـ).

ذكرنا هؤلاء الأئمة الحفّاظ إلى عصر المؤرّخ ابن خلدون (ت 808 هـ).

هذا، وقد أسند مَن ذكرنا أحاديثَ الإمام المهديّ عليه السلام إلى الكثير من الصحابة، وأضعافهم من التابعين، وسنذكر بعض من وقفنا عليه منهم بحسب وفياتهم مبتدئين بـ: فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ت 11 هـ)، ومعاذ بن جبل (ت 18 هـ)، وقتادة بن النعمان (ت 23 هـ)، وعمر بن الخطّاب (ت 23 هـ)، وأبي ذرّ الغفاري (ت 32 هـ)، وعبـد الرحمن بن عوف (ت 32 هـ)، وعبد الله بن مسعود (ت 32 هـ)، والعبّاس بن عبـد المطلب (ت 32 هـ)، وكعب الأحبار (ت 32 هـ)، وعثمان بن عفّان (ت 35 هـ)، وسلمان الفارسي (ت 36 هـ)، وطلحة بن عبد الله (ت 36 هـ)، وعمّار بن ياسر (ت 37 هـ)، والإمام عليّ عليه السلام (ت 40 هـ)، وتميم الداري (ت 40 هـ)، وزيد بن ثابت (ت 45 هـ)، وحفصة بنت عمر بن الخطّاب (ت 45 هـ)، والإمام الحسن السبط عليه السلام (ت 50 هـ)، وعبـد الرحمن بن سمرة (ت 50 هـ)، ومجمع بن جارية (ت نحو 50 هـ)، وعمران بن حصين (ت 52 هـ)، وأبي أيّوب الأنصاري (ت 52 هـ)، وعائشة بنت أبي بكر (ت 58 هـ)، وأبي هريرة (ت 59 هـ)، والإمام الحسـين السبط الشهيد عليه السلام (ت 61 هـ)، وأُمّ سلمة (ت 62 هـ)، وعبد الله بن عمر بن الخطّاب (ت 65 هـ)، وعبد الله بن عمرو بن العاص (ت 65 هـ)، وعبد الله بن عبّاس (ت 68 هـ)، وزيد بن أرقم (ت 68 هـ)، وعوف بن مالك (ت 73 هـ)، وأبي سعيد الخدري (ت 74 هـ)، وجابر بن سمرة (ت 74 هـ)، وجابر بن عبد الله الأنصاري (ت 78 هـ)، وعبد الله بن جعفر الطيّار (ت 80 هـ)، وأبي أمامه الباهلي (ت 81 هـ)، وبشر ابن المنذر بن الجارود (ت 83 هـ ـ وقيل: جدّه الجارود بن عمرو، ت 20 هـ ـ)، وعبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي (ت 86 هـ)، وسهل بن سعد الساعدي (ت 91 هـ)، وأنس بن مالك (ت 93 هـ)، وأبي الطفيل (ت 100 هـ)، وشهر بن حوشب (ت 100 هـ). وغيرهم.

ولا بأس هنا بإطلالة واحدة على حديث صحابيٍّ واحد فقط ممّن ذكرنا من أسماء الصحابة الّذين أُسندت إليهم أحاديث المهديّ؛ لتتبيّن طرقه وتفرّعاتها في كلّ طبقة من طبقات الرواة، مع كثرة من أخرجه من الأئمة الحفّاظ، وهو حديث أبي سعيد الخدري، وقس عليه أحاديث بقيّة الصحابة، التي تعرّض لبعضها أبو الفيض الغماري بتفصيل رائع، وإليك نصّ ما قاله عن الحديث الذي اخترناه.

قال: (أمّا حديث أبي سعيد الخدري: فورد عنه من طريق:

أبي نظرة، وأبي الصديق الناجي،والحسن بن يزيد السعدي.

أمّا طريق أبي نظرة، فأخرجه:

1- أبو داود، والحاكم كلاهما من رواية عمران القطّان، عنه.

2- وأخرجه مسلم في صحيحه من رواية سعيد بن زيد، ومن رواية داود ابن أبي هند كلاهما، عنه. لكن وقع في صحيح مسلم ذِكره بالوصف لا بالاسم.

وأمّا طريق أبي الصدّيق الناجي، عن أبي سعيد فأخرجه:

1- عبـد الرزّاق، والحاكم من رواية معاوية بن قرّة، عنه.

2- وأخرجه أحمد والترمذي وابن ماجة والحاكم من رواية زيد العمّي، عنـه.

3- وأخرجه أحمد والحاكم من رواية عوف بن أبي جميلة الاَعرابي، عنه.

4- وأخرجه الحاكم من رواية سليمان بن عبيد، عنه.

5- وأخرجه أحمد والحاكم من رواية مطر بن طهمان وأبي هارون العبدي كلاهما، عنه.

6- وأخرجه أحمد أيضاً من رواية مطر بن طهمان وحده، عنه. وأخرجه أيضاً من رواية العلاء بن بشير المزني، عنه. وأخرجه أيضاً من رواية مطرف، عنه.

وأمّا طريق الحسن بن يزيد فأخرجه:

1- الطبراني في الاَوسط من رواية أبي واصل عبـد بن حميد، عن أبي الصدّيق الناجي، عنه. وهو من رواية المزيد في متّصل الاَسانيد )[4].

وإذا ما نظرنا إلى أحاديث بقيّة الصحابة بهذه الصورة اتّضح لنا أنّ أحاديث المهديّ لا شبهة ولا إشكال في تواترها عند أهل السُـنّة، وقد صرّح بهذا الكثير من أعلامهم كما سيأتي.

ولمّا كان تصريحهم بصحّة أحاديث الإمام المهديّ عليه السلام، مع قول الكثير منهم بتواترها، وإفتاء الفقهاء على المذاهب الأربعة بضرورة تأديب منكِرها، وإرغامه على الرجوع إلى الحقّ باسـتتابته، فإنْ رجع فهو، وإلاّ أُهدر دمه شرعاً؛ لأنه استخفّ بالسُـنّة المطهّرة على حدّ تعبيرهم، ممّا لا يسعه صدر البحث؛ لذا سـنشير إجمالاً إلى بعض من صرّح بصحّة أحاديث الإمام المهديّ أو صرّح منهم بتواترها، مكتفين ببيان اسمه وكتابه وتعيين موضع التصريح وعلى النحو الآتي:

الترمذي (ت 297 هـ) في سننه[5]، والعقيلي (ت322 هـ) في الضعفاء الكبير[6]، والبربهاري (ت 329 هـ) كما في الاحتجاج بالاَثر[7]، ومحمّـد بن الحسين الآبري (ت 363 هـ) صرّح بتواتر أحاديث المهديّ كما في تذكرة القرطبي[8]، والحاكم (ت 405هـ)[9]، والبيهقي (ت 458 هـ) كما في منار ابن القيّم[10]، والبغوي (ت510 أو 516 هـ)[11]، وابن الاَثير (ت 606 هـ)[12]، والقرطبي المالكي (ت 671 هـ)[13]، وابن منظور (ت 711 هـ)[14]، وابن تيميّـة (ت 728 هـ)[15]، والمـزّي (ت742 هـ)[16]، والذهـبي (ت 748 هـ)[17]، وابن القيّم (ت 751 هـ)[18]، وابن كثير (ت 774 هـ)[19]، والتفتازاني (ت 793 هـ)[20]، ونور الدين الهيثمي (ت807هـ)[21]، وابن خلدون (ت 808 هـ) اعترف بصحّة بعض أحاديث المهديّ[22]، والجزري الشافعي (ت 833 هـ)[23]، وأحمد بن أبي بكر البوصيري (ت 840 هـ)[24]، وابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)[25]، وشمس الدين السخاوي (ت 902 هـ)[26]، والسيوطي (ت 911 هـ)[27]، والشعراني (ت 973 هـ)[28]، وابن حجر الهيتمي (ت974هـ)[29]، والمتّقي الهندي (ت 975 هـ) وفي كتابه (البرهان) بيانٌ لأربع فتاوىً لفقهاء المذاهب الإسلامية بشأن من أنكر ظهور المهديّ في آخر الزمان وكذّب بالأحاديث الواردة في هذا الشأن[30]، والشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي (ت 1033 هـ)[31]، والبرزنجي (ت 1103هـ)، والزرقاني المالكي[32].

مفتي الشـافعية (ت 1304 هـ)[33]، والقنوچي البخـاري (ت 1307 هـ)[34]، وشهاب الدين الحلواني المصري الشافعي (ت 1308 هـ)[35]، والبلبيسي الشافعي (المتوفّى في بداية القرن الرابع الهجري)[36]، والآلوسي الحنفي أبو البركات (ت 1317 هـ)[37]، وأبو الطيّب الآبادي (ت 1329 هـ)[38]، والكتّاني المالكي (ت1345 هـ) وقد نقل القول بتواتر أحاديث المهديّ عن جمع من الحفّاظ[39]، والمباركفوري (ت 1353هـ)[40]، والشيخ منصور علي ناصف (المتوفّى بعد سنة 1371 هـ)[41]، والشيخ محمّـد الخضر حسين المصري (ت 1377 هـ)[42]، وأبو الفيض الغماري الشافعي (ت1380 هـ) الذي أثبت تواتر أحاديث المهديّ بأوضح الأدلة وأقواها[43]، والشيخ محمّـد بن عبـد العزيز المانع (ت 1385هـ)[44]، والشيخ محمّـد فؤاد عبـد الباقي (ت 1388 هـ)[45].

إلى غيرهم من عشرات العلماء المعاصرين ممّن لهم خبرة واسعة في علوم الحديث رواية ودراية، كالمودودي في البيانات: 166، والألباني في مقال حول المهديّ: 644 منشور في مجلّة التمدّن الاِسلامي لسنة 1371 هـ العدد 22، والشيخ صفاء الدين كما في مجلّة التربية الإسلامية العراقية السـنة 14 العدد 7 ص 30، والشيخ عبـد المحسن العبّاد في محاضرته عن الإمام المهديّ منشورة في مجلّة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنوّرة لسنة 1388 هـ، وله محاضرة أُخرى نشرتها المجلّة نفسها سنة 1400 هـ حول الردّ على من كذّب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهديّ، والشيخ التويجري في كتابه (الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهديّ المنتظر)، والشيخ ابن باز كما في تصديره لكتاب (الاحتجاج بالأثر) المتقدّم، وتعقيبه على محاضرة الشيخ عبـد المحسن العبّاد، وغيرهم.

فاتّفاق أهل السُـنّة مع الشيعة الاِمامية بشأن صحّة أحاديث المهديّ وتواترها ممّا لا مجال لإنكاره.

إذن، فما هو الاختلاف أو التعارض في تلك الأحاديث الذي حمل البعض على القول بأُسطورية الفكرة وخرافتها؟!

وهل إنّ التعارض والاختلاف بين تلك الأحاديث تعارض واختلاف حقيقي لا يمكن إزالته بحال من الأحوال بحيث يؤدي إلى تهافت الأحاديث وتساقطها برمّتها ؟

ثمّ ما هو الميزان الذي يحتكم إليه في معرفة التعارض والاختلاف الحاصلَين في أحاديث المهديّ؟

وهل تنسجم دعوى صحّة تلكم الأحاديث وتواترها مع دعوى اختلافها وتعارضها؟

إنّها أسئلة ملحّة وكثيرة، وجوابها منوط بتقسيم أحاديث المهديّ إلى طوائف، لكي يتّضح من سير البحث ما اختلف منها، وما ائتلف، وما وُضِع، أو شذّ أو ضعف بحيث لا يمكن عدّه معارضاً أو مخالفاً للصحيح الثابت باعتراف علماء الفريقين.

اختلاف الأحاديث في نسب الإمام المهديّ عليه السلام:

اختلفت الأحاديث الواردة بكتب الفريقين اختلافاً ظاهرياً في بيان نسب الإمام المهـديّ عليه السلام، ولكن لا يعـني هذا الاختـلاف ـ مع لحـاظ التقيـيد والإطلاق ـ عدم الائتلاف فيما بينها، إذ بالإمكان الجمع بينها بأحد الوجوه المنصوص عليها في باب تعارض الخبرين إذا سلمت أسانيدها من كلّ طعن وشين، وتعادلت كفّتها مع الأحاديث الأخرى المصرّحة بأنّه من وُلْد الإمام الحسـين عليه السلام.

* والملاحـظ على الأحاديث المبيّنة لنسـب الإمام المهديّ أنّها تكاد تنحصر ـ من حيث الصحّة ـ بأنّه قرشيٌّ، هاشميٌّ، علويٌّ، حسينيٌّ، مع تفريعات أُخرى لا تحمل تناقضاً ولا تعارضاً ولا اختلافاً يذكر، إذ نصَّ بعضها على أنّه من قريش.

وبعضها على أنّه من بني هاشم.

وبعض آخر على أنّه من أولاد عبـد المطّلب.

وهذه الطوائف الثلاث لا اختلاف بينها ولا تعارض أصلاً؛ لاَنّ أولاد عبـد المطّلب هم من بني هاشم، وبنو هاشم من قريش، و كلّ واحد من أولاد عبـد المطّلب له أْن يقول: أنا هاشميٌّ قرشيّ.

ولمّا كانت قبيلة قريش ينتسب إليها الهاشميّون وغيرهم، وبنو هاشم أنفسهم كثرٌ، فيكون ذِكر كون المهديّ من أولاد عبـد المطّلب مقيّداً لِما قبله من إطلاق، والمطلق يحمل على المقيّد بالاتّفاق، فالنتيجة إذاً: إنّه من أولاد عبـد المطّلب.

* وبعضها نصَّ على أنّه من أولاد أبي طالب.

وفي بعض آخر أنّه من أولاد العبّاس.

وظاهر أحاديث الطائفتين التعارض والاختلاف، اللّهمّ إلاّ أنْ يقال ـ من باب التسليم بصحّة أحاديث الطائفتين ـ: إنّ أُمّ المهديّ عبّاسيّة، وأباه من أولاد أبي طالب، وبهذا يرتفع التعارض والاختلاف.

ولكن جميع أحاديث كون المهديّ من وُلْد العبّاس إمّا ضعيفة أو موضوعة، بما لا نحتاج معها إلى عملية الجمع المتقدّمة؛ لأنها جمع بين الضعيف أو الموضوع من جهة، وبين الصحيح الثابت من جهة أُخرى، وعلى هذا فيبقى المهديّ من أولاد أبي طالب ـ في هذه الطائفة ـ بلا معارض.

وفي (لوائح الأنوار) للسفاريني الحنبلي، قال تحت عنوان: (الأحاديث في كون المهديّ من وُلْد العبّاس) ما نصّه:

(إنّ الروايات الكثيرة، والأخبار الغزيرة ناطقة أنّه من وُلْدِ فاطمة البتول ابنة النبيّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم ورضي عنها وعن أولادها الطاهرين، وجاء في بعض الأحاديث أنّه من وُلْدِ العبّاس، والأول أصحّ… لاَنّ الأحاديث التي (فيه) أنّ المهديّ من وُلْدِها أكثر وأصحّ، بل قال بعض حفّاظ الأمة، وأعيان الأئمة: إنّ كون المهديّ من ذرّيّته صلى الله عليه وسلم (ممّا تواتر عنه ذلك، فلا يسوغ العدول، ولا الالتفات إلى غيره)[46].

ولهذا نجد أنّ الشيخ الألباني قد ردّ على السيّد محمّـد رشيد رضا، صاحب (المنار)، الّذي أعَلَّ الأحاديث الواردة في الإمام المهديّ عليه السلام بعلّة التعارض فقال: (وهذه علّة مدفوعة؛ لاَنّ التعارض شرطه التساوي في قوّة الثبوت، وأمّا نصْب التعارض بين قويٍّ وضعيف فممّا لا يسوّغه عاقل منصف، والتعارض المزعوم من هذا القبيل)[47].

* وفي طائفة أُخرى من الأحاديث التصريح بأنّه من آل محمّـد صلى الله عليه وآله وسلم.

وفي طائفة أيضاً أنّه من أهل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.

وفي أُخرى أنّه من عترة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.

وفي هذه الطوائف الثلاث لا يوجد أدنى تعارض أو اختلاف، لاَنّ (الآل) و (العترة) هم (الأهل) كما صرّح به أقطاب اللغة.

قال ابن منظور في لسان العرب بأنّ (العترة) هم (أهل البيت) مستدلاًّ بحديث: (إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي) قال: (فجعل العترة أهل البيت)[48].

وإذا علمنا بأنّ عليّـاً أمير المؤمنين عليه السلام هو من أهل البيت بالاتّفاق، ويؤيّده حديث الكساء المشهور عند سائر المحدِّثين: (اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي) تبيّن لنا وبوضوح كيف أنّ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم قد وضع النقاط على الحروف في تشخيص نسـب المهديّ كما صرّحت به طائفة جديدة من الأحاديث.

ومفاد هذه الطائفة، أنّه من أولاد عليٍّ عليه السلام.

ولمّا كان أمير المؤمنين عليه السلام قد أعقب من سيّدة النساء سبطي هذه الأمة، كما أعقب من غيرها بعد وفاتها عليها السلام ذكوراً، لذا جاءت طائفة أُخرى من الأحاديث لتبيّن للناس جميعاً أنّ المهديّ الموعود به في آخر الزمان إنّما هو من أولاد سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام.

ولا شـكّ في أنّ الأحاديث التي تنصّ على كونه من أولاد فاطمـة الزهراء عليها السلام تقيِّد ما قبلها جميعاً، فتحمل عليها[49].

وقد جُمعت هذه الطوائف من الأحاديث في حديث واحد وهو الحديث المرويّ عن قتادة، قال: قلت لسعيد بن المسيّب: (المهديّ حقٌّ هو؟ قال: نعم، قال: قلت: ممّن هو؟ قال: من قريش، قلت: من أيّ قريش؟ قال: من بني هاشم، قلت: من أيّ بني هاشم؟ قال: من بني عبـد المطّلب، قلت: من أيّ بني عبـد المطلب؟ قال: من وُلْد فاطمة)[50].

وقد أخرج هذا الحديث ابن المنادي، عن سعيد بن المسيّب مسنداً إلى أُمّ سلمة، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، باختلاف يسير[51].

وفي فتن زكريّا ـ على ما في ملاحم ابن طاووس ـ رواه مسنداً عن ابن المسيّب[52].

ورواه في (عقد الدرر) كما في رواية ابن المنادي، ثمّ قال: (أخرجه الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر المنادي، وأخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم ابن حمّـاد[53].

هـذا، وقد أخرج الحديث غير أُولئك أيضاً[54].

على أنّ حديث: (المهديّ حقٌّ، وهو من وُلْد فاطمة) قد سُجِّل في أربعة وثمانين مصدراً مهمّاً من مصادر الفريقين، أمّا مصادر أهل السُـنّة وحدهم فقد وصلت إلى ستّة وخمسين مصدراً، وما تبقّى من العدد المذكور فهو من مصادر الشيعة الإمامية، كما هو مفصّل في معجم أحاديث الإمام المهديّ عليه السلام[55].

وقد لفت نظري أنّ أربعة من علماء أهل السُـنّة الّذين أخرجوا الحديث الشريف، قد أشاروا صراحة إلى وجوده في صحيح الإمام مسلم، وهم:

1 ـ ابن حجر الهيتمي (ت 974 هـ) في الصواعق المحرقة، الباب 11، ص 163.

2 ـ المتّقي الهندي (ت 975 هـ) في كنز العمّال 14|264 ح 38662.

3 ـ الشيخ محمّـد بن علي الصبّان (ت 1206 هـ) في إسعاف الراغبين، ص 145.

4 ـ الشيخ حسن العدوي الحمزاوي المالكي (ت 1303 هـ) في مشارق الأنوار، ص 112.

وللأسف الشديد أنّي لم أعثر على هذا الحديث في صحيح مسلم بثلاث طبعات!

ولا بأس هنا أْن نسجّل بعض من صرّح بصحّـته:

منهم: البغوي في (مصابيح السُـنّة) حيث عدّه في فصل الحسان[56]، وصحّحه القرطبي المالكي في التذكرة[57] نقلاً عن الحاكم النيسابوري، وكذلك السيوطي في

الحاوي للفتاوى[58]، والجامع الصغير[59].

ومنهم من احتجّ به وقال بصحّته، كابن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) الفصل الأول من الباب الحادي عشر[60].

ومنهم من قال بتواتره صراحة، كالبرزنجي في (الإشاعة) قال: (أحاديث وجود المهديّ، وخروجه آخر الزمان، وأنّه من عترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، من وُلْد فاطمة عليها السلام، بلغت حدّ التواتر)[61].

ومنهم من قطع بصحّته، كالشيخ أحمد زيني دحلان مفتي الشافعية، قال: (المقطوع به أنّه لا بُـدّ من ظهوره وأنّه من وُلْد فاطمة)[62].

وقال الشيخ الصبّان في بيان المزايا التي اختصّ بها أهل البيت عليهم السلام ـ وقد ذكر الكثير منها ـ: (ومنها: أنّ منهم مهديّ آخر الزمان، وأخرج مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجة، والبيهقي، وآخرون: (المهديّ من عترتي من وُلْد فاطمة)[63].

فالنتيجة المتّفق عليها بين أهل السُـنّة والشيعة الاِمامية ـ إلى هنا ـ هو كون الإمام المهديّ عليه السلام من وُلْد فاطمة الزهراء عليها السلام.[/toggle]

[toggle title=”حديث المهدي من ولد الإمام الحسن السبط عليه السلام” state=”close” ]لم أجد ما يدل على أن المهدي الموعود المنتظر هو من ولد الإمام الحسن عليه السلام في كتب أهل السنة غير حديث واحد فقط، وهو ما أخرجه أبو داود السجستاني في سننه ، وإليك نصه : قال : حدثت عن هارون بن المغيرة ، قال : حدثنا عمر بن أبي قيس ، عن شعيب بن خالد ، عن أبي إسحاق ، قال : قال علي رضي الله عنه – ونظر إلى ابنه الحسن – فقال : ( إن ابني هذا سيد كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم ، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم ، يشبهه في الخُلق ولا يشبهه في الخَلق ) . ثم ذكر قصة : يملأ الأرض عدلا[64].

بطلان الحديث من سبعة وجوه:

من دراسة سند الحديث ومتنه ، ومقارنة ذلك بأحاديث كون المهدي من ولد الحسين عليه السلام ، يطمئن الباحث بوضعه ، وذلك من سبعة وجوه وهي : الوجه الأول: اختلاف النقل عن أبي داود في هذا الحديث ، فقد أورد الجزري الشافعي ( ت 833 ه‍ ) هذا الحديث بسنده عن أبي داود نفسه وفيه اسم : ( الحسين ) مكان ( الحسن ) ، فقال : والأصح أنه من ذرية الحسين بن علي لنص أمير المؤمنين علي على ذلك ، فيما أخبرنا به شيخنا المسند رحلة زمانه عمر بن الحسن الرقي قراءة عليه ، قال : أنبأنا أبو الحسن بن البخاري ، أنبأنا عمر بن محمد الدارقزي ، أنبأنا أبو البدر الكرخي ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو عمر الهاشمي ، أنبأنا أبو علي اللؤلؤي ، أنبأنا أبو داود الحافظ قال : حدثت عن هارون بن المغيرة ، قال : حدثنا عمر بن أبي قيس ، عن شعيب بن خالد ، عن أبي إسحاق قال : قال علي عليه السلام – ونظر إلى ابنه الحسين – فقال : إن ابني هذا سيد كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم ، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم ، يشبهه في الخلق ، ولا يشبهه في الخلق . ثم ذكر قصة يملأ الأرض عدلا . هكذا رواه أبو داود في سننه وسكت عنه[65]. وأخرجه المقدسي الشافعي في عقد الدرر ص 45 من الباب الأول ، وفيه اسم : ( الحسن ) ، وأشار محققه في هامشه إلى نسخة باسم : ( الحسين ). وهذا الاختلاف ينفي الوثوق بترجيح أحد الاسمين ما لم يعتضد بدليل من خارج الحديث ، وهو مفقود في ترجيح ( الحسن ) ومتوفر في ( الحسين ) .

الوجه الثاني: سند الحديث منقطع لأن من رواه عن علي عليه السلام هو أبو إسحاق والمراد به السبيعي ، وهو ممن لم تثبت له رواية واحدة سماعا عن علي عليه السلام كما صرح بهذا المنذري في شرح هذا الحديث[66]، وقد كان عمره يوم شهادة أمير المؤمنين عليه السلام سبع سنين ، لأنه ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان في قول ابن حجر[67].

الوجه الثالث: إن سنده مجهول أيضا ، لأن أبا داود قال : ( حُدثت عن هارون بن المغيرة ) ولا يعلم من الذي حدثه ، ولا عبرة في الحديث المجهول اتفاقا .

الوجه الرابع: إن الحديث المذكور أخرجه أبو صالح السليلي – وهو من أعلام أهل السنة – بسنده عن الإمام موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد الصادق ، عن جده علي بن الحسين ، عن جده علي بن أبي طالب عليهم السلام ، وفيه اسم : ( الحسين ) لا : ( الحسن ) عليهما السلام[68].

الوجه الخامس: أنه معارض بأحاديث كثيرة من طرق أهل السنة تصرح بأن المهدي من ولد الإمام الحسين منها حديث حذيفة بن اليمان قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكرنا بما هو كائن ، ثم قال : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد ، لطول الله عز وجل ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا من ولدي ، اسمه اسمي . فقام سلمان الفارسي رضي الله عنه فقال : يا رسول الله ! من أي ولدك ؟ قال : من ولدي هذا ، وضرب بيده على الحسين[69].

الوجه السادس: احتمال التصحيف في الاسم من ( الحسين ) إلى ( الحسن ) في حديث أبي داود غير مستبعد بقرينة اختلاف النقل ، ومع عكس الاحتمال فإنه خبر واحد لا يقاوم المتواتر.

الوجه السابع: يحتمل قويا وضع الحديث لما فيه من العلل المتقدمة ، ويؤيد هذا الاحتمال أن الحسنيين وأتباعهم وأنصارهم زعموا مهدوية محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى ابن الإمام الحسن السبط عليه السلام ، الذي قتل في زمن المنصور العباسي.[/toggle]

[toggle title=”أحاديث : اسم أبيه اسم أبي:” state=”close” ]1 – الحديث الذي أخرجه ابن أبي شيبة ، والطبراني ، والحاكم ، كلهم من طريق عاصم بن أبي النجود ، عن زر بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : لا تذهب الدنيا حتى يبعث الله رجلا يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي[70]. 2 – الحديث الذي أخرجه أبو عمرو الداني ، والخطيب البغدادي كلاهما من طريق عاصم بن أبي النجود ، عن زر بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : لا تقوم الساعة حتى يملك الناس رجل من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي[71]. 3 – الحديث الذي أخرجه نعيم بن حماد ، والخطيب ، وابن حجر ، كلهم من طريق عاصم أيضا ، عن زر ، عن ابن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : المهدي يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي[72]. 4 – الحديث الذي أخرجه نعيم بن حماد بسنده عن أبي الطفيل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المهدي اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي[73]. حقيقة هذا التعارض وبيان قيمته العلمية: هذه هي الأحاديث التي جُعلت مبررا لاختيار ( محمد بن عبد الله ) كمهدي في آخر الزمان ، وكلها لا تصح حجة ومبررا لهذا الاختيار. وقد علمت أن الثلاثة الأولى منها كلها تنتهي إلى ابن مسعود من طريق واحد وهو طريق عاصم بن أبي النجود. سنبدأ بالرابع، ثم نعود إلى الثلاثة الأولى. وأما الحديث الرابع، فسنده ضعيف بالاتفاق إذ وقع فيه رشدين بن سعد المهري وهو : رشدين بن أبي رشدين المتفق على ضعفه بين أرباب علم الرجال من أهل السنة . فعن أحمد بن حنبل : أنه ليس يبالي عمن روى ، وقال حرب بن إسماعيل : سألت أحمد بن حنبل عنه ، فضعفه ، وعن يحيى بن معين : لا يكتب حديثه . وعن أبي زرعة : ضعيف الحديث ، وقال أبو حاتم : منكر الحديث ، وقال الجوزجاني : عنده معاضيل ، ومناكير كثيرة ، وقال النسائي : متروك الحديث لا يكتب حديثه . وبالجملة فإني لم أجد أحدا وثقه قط إلا هيثم بن ناجة فقد وثقه وكان أحمد بن حنبل حاضرا في المجلس ، فتبسم ضاحكا ، وهذا يدلك على تسالمهم على ضعفه[74]. ولا شك ، أن من كان حاله كما عرفت فلا يؤخذ عنه مثل هذا الأمر الخطير. أما الأحاديث الثلاثة الأولى: إن عبارة : ( واسم أبيه اسم أبي ) لم يروها كبار الحفاظ والمحدثين ، بل الثابت عنهم رواية : ( واسمه اسمي ) فقط من دون هذه العبارة ، هذا مع تصريح بعض العلماء من أهل السنة الذين تتبعوا طرق عاصم بن أبي النجود بأن هذه الزيادة ليست فيها ، كما سيأتي مفصلا. ومن ثم ، فإن إسناد هذه الأحاديث الثلاثة ينتهي إلى ابن مسعود فقط ، بينما المروي عن ابن مسعود نفسه كما في مسند أحمد – وفي عدة مواضع – ( واسمه اسمي ) فقط[75]، وكذلك الحال عند الترمذي فقد روى هذا الحديث من دون هذه العبارة ، مشيرا إلى أن المروي عن علي عليه السلام ، وأبي سعيد الخدري ، وأم سلمة ، وأبي هريرة هو بهذا اللفظ ( واسمه اسمي ) ثم قال – بعد رواية الحديث عن ابن مسعود بهذا اللفظ – : ( وفي الباب : عن علي ، وأبي سعيد ، وأم سلمة ، وأبي هريرة . وهذا حديث حسن صحيح[76]. وهكذا عند أكثر الحفاظ ، فالطبراني مثلا أخرج الحديث عن ابن مسعود نفسه من طرق أخرى كثيرة ، وبلفظ : ( اسمه اسمي ) ، كما في أحاديث معجمه الكبير المرقمة : 10214 و 10215 و 10217 و 10218 و 10219 و 10220 و 10221 و 10223 و 10225 و 10226 و 10227 و 10229 و 10230 . وكذلك الحاكم في مستدركه أخرج الحديث عن ابن مسعود بلفظ : ( يواطئ اسمه اسمي ) فقط ، ثم قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه[77]. وتابعه على ذلك الذهبي ، وكذلك نجد البغوي في مصابيح السنة يروي الحديث عن ابن مسعود من دون هذه الزيادة مع التصريح بحسن الحديث[78]. وقد صرح المقدسي الشافعي بأن تلك الزيادة لم يروها أئمة الحديث ، فقال – بعد أن أورد الحديث عن ابن مسعود بدون هذه الزيادة – : أخرجه جماعة من أئمة الحديث في كتبهم ، منهم الإمام أبو عيسى الترمذي في جامعه ، والإمام أبو داود في سننه ، والحافظ أبو بكر البيهقي ، والشيخ أبو عمرو الداني ، كلهم هكذا[79] أي : ليس فيه : ( واسم أبيه اسم أبي ) ثم أخرج جملة من الأحاديث المؤيدة لذلك مشيرا إلى من أخرجها من الأئمة الحفاظ كالطبراني ، وأحمد بن حنبل ، والترمذي ، وأبي داود ، والحافظ أبي داود ، والبيهقي ، عن عبد الله بن مسعود ، وعبد الله بن عمر ، وحذيفة[80]. هذا زيادة على ما مر من إشارة الترمذي إلى تخريجها عن علي عليه السلام ، وأبي سعيد الخدري ، وأم سلمة ، وأبي هريرة ، كلهم بلفظ : ( واسمه اسمي ) فقط . ولا يمكن تعقل اتفاق هؤلاء الأئمة الحفاظ بإسقاط هذه الزيادة ( واسم أبيه اسم أبي ) لو كانت مروية حقا عن ابن مسعود مع أنهم رووها من طريق عاصم بن أبي النجود ، بل ويستحيل تصور إسقاطهم لها لما فيها من أهمية بالغة في النقض على ما يدعيه الطرف الآخر. ومن هنا يتضح أن تلك الزيادة قد زيدت على حديث ابن مسعود من طريق عاصم إما من قبل أتباع الحسنيين وأنصارهم ترويجا لمهدوية محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى ، أو من قبل أتباع العباسيين ومؤيديهم في ما زعموا بمهدوية محمد بن عبد الله – أبي جعفر – المنصور العباسي . وقد يتأكد هذا الوضع فيما لو علمنا بأن الأول منهما كانت رتة في لسانه ، مما اضطر أنصاره على الكذب على أبي هريرة ، فحدثوا عنه أنه قال : إن المهدي اسمه محمد بن عبد الله في لسانه رتة[81]. ولما كانت الأحاديث الثلاثة الأولى من رواية عاصم بن أبي النجود ، عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود ، مخالفة لما أخرجه الحفاظ عن عاصم من أحاديث في المهدي – كما مر – ، فقد تابع الحافظ أبو نعيم الإصبهاني ( ت 430 ه‍ ) في كتابه ( مناقب المهدي ) طرق هذا الحديث عن عاصم حتى أوصلها إلى واحد وثلاثين طريقا ، ولم يرو في واحد منها عبارة ( واسم أبيه اسم أبي ) بل اتفقت كلها على رواية ( واسمه اسمي ) فقط . وقد نقل نص كلامه الكنجي الشافعي ( ت 638 ه‍ ) ثم عقب عليه بقوله : ورواه غير عاصم ، عن زر ، وهو عمرو بن حرة ، عن زر كل هؤلاء رووا ( اسمه اسمي ) إلا ما كان من عبيد الله بن موسى ، عن زائدة ، عن عاصم ، فإنه قال فيه : ( واسم أبيه اسم أبي ) . ولا يرتاب اللبيب أن هذه الزيادة لا اعتبار بها مع اجتماع هؤلاء الأئمة على خلافها – إلى أن قال – والقول الفصل في ذلك : إن الإمام أحمد – مع ضبطه وإتقانه – روى هذا الحديث في مسنده [ في ] عدة مواضع : واسمه اسمي[82]. ولهذا نجد الأستاذ الأزهري سعد محمد حسن يصرح بأن أحاديث ( اسم أبيه اسم أبي ) أحاديث موضوعة ، ولكن الطريف في تصريحه أنه نسب الوضع إلى الشيعة الإمامية لتؤيد بها وجهة نظرها على حد تعبيره[83]!! ويتضح مما تقدم أن نتيجة البحث في طوائف أحاديث نسب الإمام المهدي ، قد انتهت إلى كونه من ولد الإمام الحسين عليه السلام ، لضعف سائر الأحاديث التي وردت مخالفة لتلك النتيجة ، مع عدم وجود أية قرينة تشهد بصحة تلك الأحاديث ، بل توفرت القرائن الدالة على اختلاقها . وإذا عدنا إلى نتيجة البحث في الطوائف المتقدمة نجدها مؤيدة بما تواتر نقله عند المسلمين . وقال الشافعي في البيان/482: (أخبرنا الحافظ أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم الآبري في كتاب مناقب الشافعي ذكر هذا الحديث وقال فيه: وزاد زائدة في روايته لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلاً مني، أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً . قلت: وذكر الترمذي الحديث ولم يذكر قوله واسم أبيه اسم أبي ). وفي مشكاة المصابيح:3/24: ( رواه الترمذي وأبو داود وليس فيه واسم أبيه إسم أبي وفي معظم روايات الحفاظ والثقات من نقلة الأخبار اسمه إسمي فقط ، والذي رواه اسم أبيه اسم أبي فهو زائدة وهو يزيد في الحديث . والقول الفصل في ذلك أن الإمام أحمد مع ضبطه وإتقانه روى هذا الحديث في مسنده في عدة مواضع واسمه اسمي). وقال السلمي في عقد الدرر/27: ( أخرجه جماعة من أئمة الحديث في كتبهم منهم الإمام أبو عيسى الترمذي في جامعه، والإمام أبو داود في سننه ، والحافظ أبو بكر البيهقي، والشيخ أبو عمرو الداني، كلهم هكذا ، وليس فيه: واسم أبيه اسم أبي ).[/toggle]

[toggle title=”من قال منهم إن المهدي هو محمد بن الحسن (ع):” state=”close” ]1- يقول العلامة أبو سالم الشافعي في مطالب السؤال : ” . . . فهو من ولد الطهر البتول ، المجزوم بكونها بضعة من الرسول . . . فأما مولده فبسر من رأى (سامراء) في ثالث و عشرين سنة ثمان و خمسين و مائتين للهجرة ، و أما نسبه أباً و أماً ، فأبوه الحسن الخالص بن علي المتوكل ، بن محمد القانع ، بن علي الرضا ، بن موسى الكاظم ، بن جعفر الصادق ، بن محمد الباقر ، بن علي زين العابدين ، بن الحسين الزكي ، بن علي المرتضى أمير المؤمنين . . . “[84].

2- و يؤيد انه قد ولد و إن أباه الحسن العسكري ما ذهب إليه الشيخ محي الدين بن العربي في الفتوحات قائلاً : ” اعلموا انه لا بد من خروج المهدي و هو من عترة رسول الله (ص) من ولد فاطمة (رض) جده الحسين بن علي بن أبي طالب ، و والده الإمام حسن العسكري ، ابن الإمام محمد التقي ، ابن الإمام علي الرضا ، ابن الإمام موسى الكاظم ، ابن الإمام جعفر الصادق ، ابن الإمام محمد الباقر ، ابن الإمام زين العابدين علي ، ابن الإمام الحسين ، ابن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه . . . “[85].

3- وهذا ما ذهب إليه أيضا العلامة سبط ابن الجوزي حيث قال : ” هو : محمد بن الحسن ، بن علي ، بن محمد ، بن علي ، بن موسى ، بن جعفر ، بن محمد ، بن علي ، بن الحسين ، بن علي بن أبي طالب ، و كنيته أبو عبدالله و أبو القاسم و هو الخلف الحجة صاحب الزمان القائم و المنتظر و التالي ، و هو آخر الأئمة ، أنبأنا عبدالعزيز بن محمود بن البزاز عن ابن عمر قال : قال رسول الله (ص) يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي ، اسمه كاسمي ، و كنيته ككنيتي ، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً فذلك هو المهدي ، و هذا حديث مشهور[86].

وكذا روى إبراهيم الجويني عن عبد الله بن عباس قال : ” سمعت رسول الله (ص) يقول : أنا و علي و الحسن و الحسين و تسعة من ولدي مطهرون معصومون “[87].

4- و يقول ابن الصباغ : ” ولد أبو القاسم محمد بن الحجة بن الحسن الخالص بسر من رأى ليلة النصف من شعبان سنة خمس و خمسين و مائتين للهجرة ، و أما نسبه أبا و أما فهو : أبو القاسم محمد الحجة بن الحسن الخالص ، بن علي الهادي ، بن محمد الجواد ، بن علي الرضا ، بن موسى الكاظم ، بن جعفر الصادق ، بن محمد الباقر ، بن علي زين العابدين ، بن الحسين بن علي بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين و أمه : أم ولد يقال لها نرجس . . . “[88].

5- ويقول الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي الشافعي في كتابه ( الإتحاف بحب الأشراف ) في معرض حديثه عن الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) : ” و يكفيه شرفاً إن الإمام المهدي المنتظر من أولاده ، فلله دُر هذا البيت الشريف ، و النسب الخضم المنيف ، ناهيك به فخاراً ، و حسبك فيه من علوه مقداراً ، فهم جميعاً في كرم الأرومة (الأصل) ، متعادلون ، و لسهام المجد مقتسمون قيل له من بيت عالي الرتبة ، يامي المحلة ، فلقد طال السمّاك عُلاً و نبلاً ، و سما على الفرقدين منزلة و محلاً ، و استغرق صفات الكمال ، فلا يستثنى فيه بِغيرٍ ، انتظم في المجد هؤلاء الأئمة ، انتظام اللآلئ ، و تناسقوا الشرف ، فاستوى الأول و التالي ، و كم اجتهد قوم في خفض منارهم ، و الله يرفعه ، و ركبوا الصعب و الذلول في تشتيت شملهم ، و الله يجمعه ، و كم ضيعوا من حقوقهم ، ما لا يهمله الله ، و لا يضيّعه ، أحيانا الله على حبهم ، و أماتنا عليه ، وأدخلنا في شفاعة من ينتمون في الشرف إليه (ص) ، و خلّف بعده ( أي الحسن العسكري ) ولده و هو الثاني عشر من الأئمة ، أبو القاسم ، محمد الحجة ، ولد بسر من رأى ، ليلة النصف من شعبان سنة (255) قبل موت أبيه بخمس سنين ، و كان أبوه قد أخفاه حين ولد ، و ستر أمره ، لصعوبة الوقت ، و خوفه من الخلفاء ، فإنهم كانوا في ذلك الوقت يتطلبون الهاشميين ، و يقصدونهم بالحبس و القتل ، و يرون اعدامهم سلطنة الظالمين ، و هو الإمام المهدي ( عليه السلام ) كما عرفوا ذلك من الأحاديث التي وصلت إليهم من الرسول الأكرم (ص) و أخبرَتْهم أن الإمام المهدي الموعود المنتظر ( عليه السلام ) يقطع دابر الظالمين ، و يستولي على الدنيا ، و لا يترك أحدا منهم في الأرضين.

ثم قال بعد ذلك :

و قد أشرق نور هذه السلسلة الهاشمية ، و البيضة الطاهرة النبوية ، و العصابة العلوية ، و هم اثنا عشر إماما ، مناقبهم علية ، و صفاتهم سنية ، و نفوسهم شريفة أبية ، وأرومتهم كريمة محمدية ، وهم ، محمد الحجة بن الحسن الخالص ، بن علي الهادي ، بن محمد الجواد ، بن علي الرضا ، بن موسى الكاظم ، بن جعفر الصادق ، بن محمد الباقر ، بن علي زين العابدين ، بن الإمام الحسين ، اخو الإمام الحسن ، ولدي الليث الغالب علي بن أبي طالب ( رضي الله عنهم أجمعين )[89].

6- و يقول الشيخ حسين بن محمد بن الحسن الديار بكري المالكي في كتابه تاريخ الخميس : ” الثاني عشر (من الأئمة) محمد ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا يكنى ابا القاسم . . . ولد في سر من رأى في الثالث و العشرين من رمضان سنة ثمان و خمسين و مائتين هـ . “[90].

7- و يقول الشيخ المحدث الفقيه محمد بن إبراهيم الجويني الحمويني الشافعي في فرائد السمطين ، قال : ” و أما شيخ المشايخ العظام اعني حضرات : شيخ الإسلام احمد الجامي النامقي ، و الشيخ عطار النيسابوري ، و الشيخ شمس الدين التبريزي ، و جلال الدين مولانا الرومي ، و السيد نعمة الله الولي ، و السيد النسيمي ، و غيرهم ذكروا في أشعارهم في مدايح الأئمة من أهل البيت الطيبين ( رضي الله عنهم ) مدح المهدي في آخرهم متصلاً بهم فهذه أدلة ( واضحة ) على أن المهدي ولد أولاً . . . و من تتبع آثار هؤلاء الكاملين العارفين يجد الأمر واضحاً عيانا ً”[91].

8- و يقول الشيخ محمد بن محمد بن محمود النجار المعروف بـ(خواجا يارسا) في كتابه ( فصل الخطاب) في حديثه عن الإمام الحسن العسكري (ع) : ” و كان مدة بقاء الحسن العسكري بعد أبيه ست سنين ، و لم يخلف ولداً غير أبي القاسم ، محمد المنتظر ، المسمى بالقائم ، و الحجة و المهدي ، و صاحب الزمان ، و خاتم الأئمة الاثنى عشر عند الامامية ، و كان مولد المنتظر ليلة النصف من شعبان ، سنة خمس و خمسين و مائتين ، امه ام ولد يقال لها نرجس ، توفى ابوه و هو ابن خمس سنين ، فاختفى إلى الآن . . . و طول الله تبارك و تعالى عمره كما طول عمر الخضر (عليه السلام ) .

9- و يقول الشيخ أبو المعالي ، سراج الدين الرفاعي في كتابه ( صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطمية الأخيار ) : ” و أما الحسن العسكري فأعقب الحجة المنتظر ولي الله الإمام المهدي ( عليه السلام ) ” .

10- و يقول الشيخ المحقق بهلول بهجت أفندي مؤلف كتاب ( المحاكمة في تاريخ آل محمد ) ( مترجم بالتركية و الفارسية ) : ” ولد في الخامس عشر من شعبان سنة (255) و إن اسم أمه نرجس “.

11- و يقول الشيخ الفاضل البارع عبد الله بن محمد ، المطيري شهرةً ، و المدني مسكناً ، و الشافعي مذهباً ، في كتابه ( الرياض الزاهرة في فضل آل بيت النبي و عترته الطاهرة ) : ” إن ابنه ( أي ابن الإمام الحسن العسكري ) الإمام الثاني عشر محمد القائم المهدي . . . و قد ورد النص عليه في الأحاديث من جده علي بن أبي طالب ( عليهما السلام ) و من بقية آبائه الكرام ، اهل الشرف و المقام و هو صاحب السيف ، القائم المنتظر كما ورد في الصحيح من الخبر . . . و له غيبتان . . . ” .

12-و يقول الشيخ أبو المواهب الشيخ عبدالوهاب بن أحمد بن علي الشعراني في كتابه ( اليواقيت و الجواهر ) : ” و هو ( المهدي ) من أولاد الإمام حسن العسكري ، و مولده 0 عليه السلام ) ليلة النصف من شعبان ، سنة خمس و خمسين و مائتين ، و هو باقٍ إلى أن يجتمع بعيسى بن مريم ( عليه السلام ) فيكون عمره إلى وقتنا و هو سنة ( 958 هـ) سبعمائة و ست و ستين سنة “[92].

13-و يقول الشيخ شهاب الدين احمد بن حجر الهيثمي ، الشافعي ، في كتابه ( الصواعق المحرقة ) : ” و لم يخلِّف ( اي الامام الحسن العسكري) غير ولده ( ابي القاسم محمد الحجة ) و عمره عند وفاة ابيه ، خمس سنين ، آتاه الله الحكمة و يسمى القائم و المنتظر ، قيل : لانه سُتر و غاب “[93].

وهناك جمع غفير من علماء المسلمين ، ذهبوا إلى انه من ولد في الخامس عشر من شهر شعبان عام 255 هـ و حيث لا مجال لذكر كل أقوالهم فنكتفي بذكر أسماءهم:

و محل حديثهم :

14-سيد مؤمن الشبلنجي في كتابه نور الأبصار .

15-سيد علي الخواص في اسعاف الراغبين لابو العرفان ص 35 .

16-الشيخ شمس الدين محمد بن طولون ، و ابن الازرق في تاريخ ( ميّافارقين ) في كتاب ابن طولون – الأئمة طبع بيروت 1958 مـ .

17-الشيخ شهاب الدين ابوعبد الله ياقوت الحموي الرومي البغدادي في معجم البلدان ج6 ص 175 طبع مصر 1324 هـ .

18-الشيخ العارف فريد الدين العطار في كتابه مظهر الصفات .

19-الشيخ جلال محمد العارف البلخي الرومي المعروف بالمولوي ، ذكر ذلك في ديوانه الكبير .

20-الشيخ الكامل صلاح الدين الصفدي ، في كتابه شرح الدائرة .

21- الشيخ جمال الدين بن علي بن مهناّ ، في كتابه عمدة الطالب ص 186 طبع النجف 1323 هـ .

22-الشيخ ابو عبد الله بن عفيف الدين اليافعي اليمني المكي الشافعي ، في كتابه مرآة الجنان جزء رقم (2) ص 107 – 172 طبع ايران 1328 هـ .

23-الشيخ شهاب الدين و الدولة أبادي في كتابه هداية السعداء .

24-الشيخ شمس الدين بن احمد الذهبي الشافعي ، في كتابه دولة الاسلام جزء (1) ص 122 طبع حيدر آباد 1377 هـ .

25-الشيخ حسن العراقي المدفون فوق كرم الريش المطل على بركة الرطل بمصر .

26-الشيخ نور الدين بن احمد بن قوام الدين المعروف بجاني الشافعي الشاعر المعروف ، في كتابه شواهد النبوة .

27-الشيخ نور عبد الرحمن مؤلف كتاب مرآة الأسرار .

28-الشيخ مير خواند ، المؤرخ المشهور في كتابه روضة الصفا ج 3 .

29-الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف الزرندي ، في كتابه معراج الوصول إلى فضيلة آل الرسول .

30-الشيخ حسين بن معين الدين الميبدي ، في شرح الديوان ص 123 – 371 .

31-الشيخ الجليل عبد الكريم اليماني ذكر ذلك في شعره ( راجع ينابيع المودة الطبعة القديمة ص 466 ) .

32-الشيخ عبد الرحمن البسطامي في كتابه درة المعارف .

33-الشيخ سعد الدين الحموي ( راجع الينابيع الطبعة القديمة ص 477 ) .

34-الشيخ صدر الدين القونوي ( راجع الينابيع ص 468 )

35-العلامة ابو المجد عبد الحق الدهلوي البخاري في كتابه المناقب .

36-العلامة الشيخ حسن العدوي الحمزاوي ، مشارق الانوار .

37-العلامة ابن الاثير الخدري ، في تاريخ الكامل ج7 ص 90 .

38-العلامة أبي فداء اسماعيل بن محمود الشافعي ، في كتابه تاريخ أبي الفداء ج2 ص 52

39-الشيخ محمد أمين البغدادي أبو الفوز السوري ، في كتابه سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب ص 77 باب 6 .

40-الشيخ علي الهروي القاري ، في كتابه الموافاة في شرح المشكاة .

41-الشيخ موفق الخوازمي الحنفي ، في المناقب .

42-الشيخ عامر البصري ، في قصيدته المسماة بذات الأنوار .

43-الشيخ جواد الساباطي ، في كتابه البراهين الساباطية .

44-الشيخ نظر بن علي الحظمي النصري .

45- الشيخ حسين بن علي الكاشفي ، مؤلف جواهر التفسير .

46-الخليفة العباسي الناصر لدين الله احمد بن المستضيء بنور الله .

47-العلامة الشيخ احمد الفاروقي النقشبندي المعروف بالمجدد .

48-العلامة ابو الوليد محمد بن شحنة الحنفي ، في كتابه روضة المناظر .

49-القاضي فضل بن روزبهان ، شارح الشمائل للترمذي .

50-الشيخ بن همدان الحصيني .

51-العلامة شمس الدين التبريزي ، استاذ المولوي الرومي .

52-العلامة الشيخ ابو الفتح بن ابي الفوارس ، في اربعينه .

53-العلامة الشيخ عماد الدين الحنفي .

54-الشيخ وليُّ الله الدهلوي في النزهة .

55-الشيخ رشيد الدين الدهلوي الهندي ، في كتابه ايضاح لطافة المقال .

56-الشيخ مير خواند المؤرخ المشهور محمد بن خاوند شاه بن محمود في كتابه ( روضة الصفا ) الجزء الثالث، وغيرهم.
[/toggle]

[toggle title=”تشكيكات وشبهات:” state=”close” ]نطلق المنكرون للإمام المهدي المنتظر عليه السلام من دوافع و منطلقات لا تنسجم مع منهج الإسلام العام في طرح العقائد و الدعوة إلى الإيمان بها ، فمنهج الإسلام الذي يعتمد على ضرورة الإيمان بالغيب ، و تتكرر الدعوة في القرآن الكريم إلى ذلك ، إذ هناك عشرات الآيات التي تتحدث عن الغيب و الدعوة إلى الإيمان به ، و المدحة عليه كما في قوله تعالى ( الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب )[94]، وفي الحديث النبوي الشريف كذلك ، إذ هناك مئات الروايات و بصورٍ متنوعة و عديدة ، و كلها تؤكد الإيمان بالغيب ، وأنّ هذا الغيب سواء تعقّله الإنسان و أدرك جوانبه أو لم يستطع إدراك شيء منه و خفيت عليه أسراره ، فإنه مأمور بالإيمان ، غير معذورٍ بالإنكار ، بلحاظ أنّ مثل هذا الإيمان هو من لوازم الاعتقاد بالله تعالى ، و بصدق سفرائه و أنبيائه الذين يُنبئون و يُخبرون بما يُوحى إليهم ، كما هو الأمر في الإيمان بالملائكة و بالجن و بعذاب القبر و بسؤال الملكين ( منكر و نكير ) و بالبرزخ و بغير ذلك من المغيّبات التي جاء بها القرآن الكريم أو نطق بها الرسول الأمين و نقلها إلينا الثقات المؤتمنون ، و إذن فكلّ تشكيك بشأنها – أي قضية المهدي (ع) – إنما يتعلق بأصل التصديق بالغيب ، و الكلام فيه يرجع إلى هذا الأصل. من شبهاتهم:

1- إنكار ولادة الإمام المهدي عليه السلام.

وهذا الإنكار الذي لا يستند على دليل غير التحكم والأهواء، والتمسك ببعض المناهج المبتدعة من قبيل علم الرجال، أقول يمكن الرد عليه بسهولة من خلال التذكير بما روي عن النبي (ص) في الإمام المهدي ، وما روي عن أمير المؤمنين (ع) وما روي عن الزهراء سلام الله عليها، والأئمة عليهم السلام وهو عدد يفوق الألف رواية . وتبركا وتيمنا أذكر حديثا واحدا عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وحديثين عن الإمام الصادق سلام الله عليه . أما عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : فهو ما رواه ابن عباس قال : سمعت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : ” . . . ألا وإن الله تبارك وتعالى جعلني وإياهم حججا على عباده ، وجعل من صلب الحسين أئمة يقومون بأمري ، ويحفظون وصيتي ، التاسع منهم قائم أهل بيتي ومهدي أمتي ، أشبه الناس بي في شمائله وأقواله وأفعاله ، يظهر بعد غيبة طويلة . . . ” إلى آخر الحديث[95]. وبهذا المضمون أو قريب منه أحاديث كثيرة ، وبعض الأحاديث تذكر أسماء الأئمة صلوات الله عليهم .

هذه الأحاديث تؤكد ضرورة أن يكون القائم هو التاسع من ولد الحسين، أي إنه ولد الإمام العسكري (ع)، وهي أحاديث متواترة لا يمكن التشكيك بها سنداً أو متناً، وإلا لا تبقى حقيقة لا يمكن التشكيك بها.

ويردفها الأحاديث التي تنص على إثني عشر أميراً أو خليفة وهي لا تنطبق إلا على الأئمة من أهل البيت (ع) وتقتضي بالنتيجة ولادة الإمام الثاني عشر وإنه ولد العسكري (ع)، ويؤكده حديث الثقلين الذي يقتضي عدم افتراق القرآن والعترة في زمن من الأزمان.

وبخصوص الكتب الحديثية الشيعية التي نقلت أخباراً كثيرة تدل على ولادة الإمام المهدي (ع) فهي كتب تنتهج مناهج في تقرير صحة الحديث تعتمد النظر في القرائن ولم تكن تعير الأسناد الرجالية أهمية تذكر، وعليه لا يمكن محاكمة مرويات هذه الكتب بالمنهج الرجالي المعروف، على أننا لا نقول بعدم وجود أحاديث صحيحة من جهة السند، فهي موجودة كما نص عليه الكثير من الباحثين، ولكننا نرفض الذهاب مع المنحرفين في مناهجهم المنحرفة.

2- قالوا : إنّ الشيعة وقعوا في حيرة و اضطراب بعد وفاة الإمام العسكري(ع)، و خاصة فيما يتعلق بولادة الإمام المهدي ( محمد بن الحسن ) ( ع) ، لوجود الغموض فيما وردت عنه من طريق الأئمة (ع) عندما سُئلوا عنه.

وجوابه: إنّ وجود الغموض في تحديد هوية الإمام المهدي (ع) ، و وقوع الحيرة لدى الشيعة – لو صحّ كما صوّره الخصم و ضخّمه – هو دليل على الخصوم و ليس لهم ، إذ عدم تحديد الهوية و الإصرار على بقاء الأمر سراً دليلٌ على وجود الإمام و الخوف عليه من الأعداء لا على عدم وجوده ، كما توهّموا .

فالأئمة عليهم السلام – كما وردت الروايات – لم يريدوا الكشف عن التفاصيل المتعلقة بحياة الإمام المهدي (ع) و ولادته الميمونة ، لمعرفتهم بتكالب الأعداء في طلبه ، و جدّهم و تربّصهم به ، و قد كانوا يبثون العيون و يترصدون كلّ حركة للعثور على الإمام و التخلص منه ، بعد أن تيقنوا بالأمر و شاهدوا ترقّب الأُمة و تطلعها لمقدمه الشريف ليملأ الأرض قسطاً و عدلاً بعد أم مُلئت ظلماً و جوراً .

و كيف لا يحرص الأئمة عليهم السلام على حياته العزيزة ، و قد فعل سلاطين الجور الأفاعيل ، و ارتكبوا الحماقات و الشناعات بحق أهل البيت و ذرية الرسول الأكرم (ص) ، إذ طاردوهم و سجنوهم و أذاقوهم التشريد و القتل أخذاً بالظنِة و التُهمة و الوشاية المغرضة ، و دونك التاريخ فاقرأ في ( مقاتل الطالبين ) الأصفهاني العجب العجاب .

و إذن فكيف يكون الحال و قد اطّلع هؤلاء السلاطين على الروايات في صحاح المسلمين و مسانيدهم عن المهدي (ع) من العترة الطاهرة ، و من ذرية فاطمة عليها السلام و من أولاد الحسين عليه السلام تحديداً ، و أنه سيظهر ليملأها قسطاً و عدلاً ، فهذه المعرفة اليقينية قد خلقت شعوراً قوياً لدى الحكام الظلمة بأنّ عروشهم ستنهار . و كان هذا الهاجس هو الذي يفسّر لنا تلك الإجراءات الغريبة و غير الاعتيادية التي اتخذتها السلطة الحاكمة عند سماع نبأ وفاة الإمام الحسن العسكري عليه السلام مباشرة ، و ليس هناك من تفسير معقول سوى اعتقادهم بوجود الإمام الثاني عشر الحجة ابن الحسن ، و أنه الإمام الموعود كما نطقت به الأخبار المتواترة لدى السنة و الشيعة ، و لذا أسرعوا إلى دار الإمام عليه السلام و اتخذوا مثل تلك الإجراءات الاستثنائية بدءاً من التفتيش الواسع و الدقيق ، إلى حبس جواري الإمام و إخضاعهن للفحص، كل ذلك في محاولة يائسة للقبض على الإمام . و لا عجب فقد حصل ذلك من نظرائهم ، و حدّثنا القرآن الكريم عن فعل فرعون للقبض على النبي موسى عليه السلام فنجاه الله من الكيد .

و من هنا نفهم السبب في إخفاء الإمام الصادق عليه السلام هوية المهدي و التفاصيل المتعلقة بهذا الأمر .

و ليست الحيرة بعد ذلك و الاضطراب إلا حالة طبيعية في ظل مثل تلك الظروف و الملابسات الخاصة التي رافقت قضية المهدي عليه السلام في وجوده و ولادته ، و شغب السلطة و تمويهاتهم و إعلامهم الزائف ، و إذن فليست ( الحيرة ) إلا بسبب تلك الظروف و الملابسات ، فضلاً عن أن الروايات الواردة عن الأئمة عليهم السلام قد أشارت إلى وقوع مثل هذه الحيرة و الفتنة و التفرق ، كما نقل ذلك ابن بابويه القمي في ( التبصرة ) ، والشيخ النعماني في ( الغيبة ) الباب الثاني عشر.

كما إن عدم إيمان البعض أو تولد الشكوك في أنفسهم لا يدل على صحة شكوكهم، وهل من شك بنبوة رسول الله (ص) يكون شكه دليلاً على بطلان نبوته (ص) والعياذ بالله؟ بل هل يُعد شك اليهود بولادة عيسى المسيح دليلاً على أن عيسى (ع) لم يولد؟ وهل يدل شك أهل الكتاب بولادة نبي آخر الزمان وهو نبينا (ص) دليلاً على عدم ولادته؟

و لعل من المناسب أن ننبه إلى أن الاختلاف حول موضوع أو قضية أو شخص لا يستلزم العدم ، إذ لو جرينا على هذا المنطق لما قامت عقيدة ، و لا ثبت دين ، و لا استقام شأن من الشؤون ، فالاختلاف قائم دائم في العقائد ، و في التواريخ ، و في الشخصيات ، و في الحوادث الواقعة ، و في الفروع ، و في سائر الأمور ، و قد تفرق أبناء الفرقة الواحدة إلى فرقٍ و طوائف و اتجاهات و آراء كما حدث عند المعتزلة و الخوارج و الأشاعرة وغيرهم . . ثمّ ألم تسمع بما تناقله أهل الحديث من الرواية المشهورة و هي قوله (ص) : ” . . . و تفترق أُمتي على ثلاث و سبعين فرقة “.

و نتساءل هنا حول أي شيء كان الافتراق ؟ و هل يستلزم ذلك نفي ما تفرقوا فيه لهذا السبب ؟! و إذن لا تبقى عقيدة ، و لا تسلم حقيقة ، و لا يستقيم أمرٌ بسبب وقوع الافتراق و الانقسام في ذلك بحسب المنطق .

والسؤال الأهم ، ما هي هذه الفرق التي انقسم إليها الشيعة بعد وفاة الإمام العسكري (ع) ؟ و ما هي تسمياتهم ؟ و من هم زعماء و رجال هذه الفرق المزعومة ؟

لقد قال الشهرستاني في الملل و النحل: و أما الذين قالوا بإمامة الحسن –العسكري(ع)- : فافترقوا بعد موته إحدى عشرة فرقة ، و ليست لهم ألقاب مشهورة ، و لكنا نذكر أقاويلهم . . [96]. و إذن هو لا يعرف أسماؤهم و لا رجالهم، وهم حسب زعمه إحدى عشرة فرقة ، أما هؤلاء المقلدون الكذابون من أمثال إحسان إلهي و من تابعه أخيرا فقد زادوا العدد فرقاً أخرى ليس لهم اسم و لا رسم ، حتى أوصلها أحد هؤلاء المفضوحين إلى سبع عشرة فرقة !! و أنى لهم بمعرفتها و هي من مختلقاتهم ؟ و لذا لم يذكر أحد منهم زعيماً أو رجلاً معروفاً في التاريخ من هذه ( السبعة عشرة ) فرقة ، بل و لم يجرأ أحد هؤلاء المفترين على الشيعة أن يشير إلى مكان أو زمان وجودهم .

و يحسن أن ننقل تعليقة العلامة عبدالحسين شرف الدين في الفصول المهمة حول هذه الكذبة التي أطلقها الشهرستاني في ملله ، قال العلامة مُعقباً: وليته أسند شيئاً من الأقاويل التي نقلها عن تلك الفرق إلى كتاب يتلى أو شخص خلقه الله تعالى ! و ليته أخبرنا عن بلاد واحدة من تلك الفرق أو زمانها أو اسمها ! فبالله عليك ، هل سمعت بفرق متخاصمة ، و نحل آراؤها متعاركة لا يُعرف لهم في الأحياء و الأموات رجلٌ أو امرأة ؟! و لا يوجد في الخارج لهم مسمى و لا اسم ؟!! [97].

وإذا لم يكن ذلك كله كافياً و دليلاً ، فلازمه بالضرورة الشك في كل الحوادث الماضية و الشخصيات العلمية و التاريخية و ما جرى في غابر الزمن البعيد و القريب و عند ذاك لا يصح شيء ، و لا يثبت شيء ، فهل هذا يرضي مثل هؤلاء المتطفلين على البحث و التحقيق ؟‍‍‍‍‍‌

3- ولعل من الأمور التي تدلك على مغالطاتهم المفضوحة هو قولهم: لا نستبعد أن يطيل الله عمر إنسان . . . و لكن لا يمكن الاعتقاد بحدوث هذا عن طريق القياس ، و قد كان سيدنا الصادق يرفض القياس في الفروع ، فكيف في الأمور التاريخية و العقائدية ؟‍‍‌‍‍‍‍‍‍‍‍‍؟ ” .

و قد فاتهم أن القياس هنا أمر وارد ، و دليل معتبر عند أهل المنطق و أهل النظر في مثل هذه الموارد التي قد لا يدركها الإنسان إلا عن طريق التشبيه و القياس ، و هو أسلوب علمي ، و منهج قرآني ( و يضرب الله الأمثال للناس )[98]، و قال تعالى حاكيا قول المنكرين لبعض الأمور الاعتقادية كالمعاد كما في الآية المباركة : ( و ضرب لنا مثلاً و نسي خلقه قال من يحي العظام و هي رميم * قل يحيها الذي أنشئها أول مرة )[99].

فانظر كيف يتنكب المتطفلون عن المنهج القرآني و العلمي ؟ و انظر إلى عدم تفرقتهم بين القياس في أحكام الشريعة المنهي عنه ، لعدم إحراز علة الحكم التي بنى الشارع عليها حكمه ، و بين القياس في مجال المعقولات الذي لا شبهة فيه .

ولا يضير ذلك ما أُحيطت به روايات ولادته التي اختلفت من بعض الوجوه ، و محاولة هذا النفر استغلالها بصورةٍ غير أمينة و لا دقيقة للتشويش على أصل الموضوع ، و هو ولادة الحجة ابن الحسن محمد المهدي (ع) ، و قد ثبت من الطريق الاعتيادي الذي تثبت به الولادات، و هو شهادة القابلة حكيمة بنت الإمام الجواد، وعمة الإمام العسكري، و صحّة الرواية عنها بأسانيد معتبرة صحيحة[100].

وأخيراً لابد من التنبيه أيضاً إلى أن منهج هؤلاء المنكرين في قضية الإمام المهدي (ع) يقوم على أُسلوب كان قد اتبعه المستشرقون من قبل في معالجتهم و مناقشاتهم لعقائد الإسلام ، و نبوة النبي محمد (ص) خاتم الأنبياء ، ولِماَ جاء في القرآن الكريم من المفاهيم و الأفكار و الأحكام ، و هذا الأسلوب يتمثل – كما يرى المستشرق المنصف آربري[101] باقتطاع النصوص من سياقها ، و بالتحليل السطحي . . . ” هذا فضلاً عن المغالطات و المفارقات المنهجية كالإحالة إلى المصادر بصورةٍ غير دقيقة وغير أمينة، وكالتدليس والكذب في نسبة الآراء ، إذ يوردون نصوصاً ثم يذكرون المصادر جملةً ، على سبيل التمويه ، والأنكى والأعجب أنهم –و بحسب تحليلهم السطحي – يطرحون فهمهم لبعض المطالب على أنه الرأي عند المذهب أو الطائفة و هو فهم غير دقيق ، ثم يحاولون أن يحشدوا النصوص ويقسروها لتتلائم مع تصوارتهم و أفهامهم هُم ، و ليس مع ما ذهب إليه المذهب أو مع ما كان مقبولاً و معتمداً.

و أرى لزاماً عليّ التبيه أيضاً إلى أمرٍ مهم هو إن المذهب لا يمثله الفقهاء ولا آرائهم بل يمثله آل محمد (ع) وحدهم.

4- كتب أحد النواصب: ( وإن أغبى الأغبياء وأجمد الجامدين هم الذين غيبوا إمامهم في السرداب ، و غيبوا معه قرآنهم ومصحفهم ، ومن يذهبون كل ليلة بخيولهم وحميرهم إلى ذلك السرداب الذي غيبوا فيه إمامهم ينتظرونه وينادونه ليخرج إليهم ، ولا يزال عندهم ذلك منذ أكثر من ألف عام . وإن أغبى الأغبياء وأجمد الجامدين هم الذين يزعمون أن القرآن محرف مزيد فيه ومنقوص منه ).

والشيعة لا ترى أن غيبة الإمام في السرداب ، ولا هم غيبوه فيه ولا إنه يظهر منه ، وإنما اعتقادهم المدعوم بأحاديثهم أنه يظهر بمكة، ولم يقل أحد في السرداب.

وليت هؤلاء المتقولون في أمر السرداب اتفقوا على رأي واحد في الأكذوبة حتى لا تلوح عليها لوائح الافتعال فتفضحهم ، فلا يقول ابن بطوطة في رحلته[102]: إن هذا السرداب المنوه به في الحلة، ولا يقول القرماني في ( أخبار الدول ) إنه في بغداد، ولا يقول الآخرون إنه في سامراء. ثم يأتي القصيمي من بعدهم فلا يدري أين هو فيطلق لفظ السرداب دون تحديد مكان ليستر سوءته.

5- مسألة العمر الطويل.

وجوابها من ناحية الواقع العملي ، فإن العمر الطويل لم يكن مستهجناً في العصور السالفة بل كان أمراً عادياً طبيعياً ، و لهذا نرى الشيخ أبو عبدالله محمد بن يوسف الكنجي ( في كتابه البيان في أخبار صاحب الزمان ) يستدل على كون المهدي ابن الإمام الحسن العسكري و بالتالي فهو مولود و هو لا يزال حياً حيث يقول : ” من الأدلة على كون المهدي حياً باقياً بعد غيبته و إلى الآن ، وانه لا امتناع في بقائه : بقاء عيسى بن مريم ، و الخضر ، و إلياس من أولياء الله تعالى ، و بقاء الأعور الدجال و إبليس اللعين ، من أعداء الله تعالى ، و هؤلاء قد ثبت بقاؤهم بالكتاب و السنة .

أما عيسى : فالدليل على بقاءه قوله تعالى : ” و إن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته” / سورة النساء آية 159 . و لم يؤمن به مذ نزول هذه الآية إلى يومنا هذا أحد ، فلا بد أن يكون في آخر الزمان . . .

و أما الخضر و إلياس (ع) ، فقال ابن جرير الطبري : الخضر و إلياس باقيان يسيران في الأرض . . .

و أما الدجال : فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري حديثاً طويلاً عن الدجال فكان فيما حدّثنا انه قال : ” يأتي ( الدجال ) و هو مُحرمٌ عليه أن يدخل عتبات المدينة ، فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج إليه رجل هو خير الناس . . . فيقول الدجال : إن قتلتُ هذا و أحييته أتشكو في الأمر، فيقولون لا ، فيقتله ثم يحيه ، فيقول ( المقتول) حين يحييه : و الله ما كنت فيك قط أشد بصيرةً مني الآن ، فيريد الدجال أن يقتله ، فلن يسلط عليه ، قال إبراهيم ابن سعيد : يقال أن هذا الرجل هو الخضر . . .

و أما الدليل على بقاء اللعين إبليس ، فالكتاب و هو قوله : ” انك من المنظرين ” .

و أما بقاء المهدي ، فقد جاء في تفسير الكتاب عن سعيد بن جبير في تفسير قوله تعالى : “لُيظهره على الدين كله و لو كره المشركون “.

قال هو المهدي من ولد فاطمة رضي الله عنها ، و أما من قال انه عيسى ، فلا منافات بين القولين ، إذ هو مساعد المهدي ، و قد قال مقاتل بن سليمان و من تابعه من المفسرين في تفسير قوله تعالى : ” و إنه لعلمٌ للساعة “[103].

هو المهدي يكون في آخر الزمان ، و بعد خروجه تكون أمارات الساعة وقيامها[104].

و كمثال آخر ما ذهب إليه العلامة سبط ابن الجوزي حيث قال : ” و في التوراة : إن ذا القرنين عاش ثلاثة آلاف سنة و ستمائة سنة ، ولد في حجر آدم و عناق أمه ، و قتله موسى بن عمران ، و أبوه سيحان ، و عاش الضحاك وهو ( بيورسب ) ألف سنة ، و كذلك ( طهمورث ) و أما من الأنبياء فخلق كثير بلغوا الألف ، وزادوا عليها، كآدم، و نوح، و شيت، و نحوهم . . . “[105].

وقد ورد في بعض المصادر السنية الحديث عن غيبة الإمام المهدي (ع):

عن جابر بن عبدالله الأنصاري (رض) قال : قال رسول الله (ص) : ” المهدي من ولدي ، اسمه اسمي ، و كنيته كنيتي ، أشبه الناس بي خلقاً و خلقاً ، تكون له غيبة و حيرة ، يضلُ فيها الأمم ، ثم يقبل كالشهاب الثاقب ، يملؤها عدلاً و قسطاً ، كما ملئت جوراً و ظلماً “[106].

وجاء أيضا في فرائد السمطين بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله (ص) : ” . . . و من ولده ( أي علي عليه السلام ) القائم المنتظر الذي يملأ الله به الأرض عدلاً و قسطاً ، كما ملئت ظلماً و جوراً ، و الذي بعثني بالحق بشيراً ، إن الثابتين على القول بإمامته في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر.

فقام إليه جابر بن عبدالله الأنصاري فقال : يا رسول الله (ص) و للقائم من ولدك غيبة ؟ فقال (ص) : إي و ربي ليمحص الله الذين آمنوا و ليمحق الكافرين ، يا جابر إن هذا لأمرٌ من الله ، و سر من سر الله ، مطوية عن عباده ، فإياك و الشك ، فان الشك في أمر الله كفر[107].

6- سبب غيبته ووجه الانتفاع به:

أما سبب غيبته (ع) فقد بينه السيد أحمد الحسن (ع) في كتاب ( العجل )، وملخصه أن السبب يتمثل بإعراض الأمة عنه (ع)، فكانت غيبته من هذه الجهة عقوبة إصلاحية للأمة، تنتهي حين تتمخض الأمة عن جيل صالح يقبل بتحمل الرسالة، ويطلب إمامه (ع).

أما إشكالهم عن وجه الانتفاع به (ع) فقد ورد عن رسول الله (ص) قوله: أما وجه الانتفاع به فكالانتفاع بالشمس إذا غيبها السحاب.

وعلى أي حال فإن الإيمان بغيبته (ع) فرع للإيمان بإمامته، وهي فرع للإيمان بعدم خلو الأرض من حجة أو إمام كما وردت الأدلة عليه، من قبيل قوله تعالى: ( إني جاعل في الأرض خليفة )، وحديث ( من مات ولم يعرف إمام زمانه فقد مات ميتة جاهلية )، وحديث عدم افتراق الثقلين إلى يوم القيامة، وغيرها.

فالإشكال على غيبته (ع) يُقصد منه المغالطة، وإلا إذا كان المستشكل مؤمناً بإمامته، فلا وجه لإشكاله، طالما كانت قدرة الله تعالى من السعة بحيث لا يُعجزها شيء، فعلى من يستشكل أن يخجل من نفسه ويستشكل عليها، وهل أقبح من استشكال من يتسبب بغيبة إمامه، ويُعرض عنه ثم يزعم أنه غير موجود طالما كان غائبا!؟[/toggle]

[toggle title=”الهوامش” state=”close” ][1] – الصواعق المحرقة ، ص 149

[2] – صحيح البخاري : باب الفتن ، ج 5 ، ص 13 ; صحيح مسلم ، ج 6 ، ص 21 ، ح 1849 ; مسند أحمد ، ج2 ، ص 83 ; الاحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ، ج 7 ، ص 49 ، ح 4554 ; المعجم الكبير للطبراني ،ج 10 ، ص 355 ، ح 10687 ; المستدرك ، ج 1 ، ص 77 ; حلية الاولياء ، ج 3 ، ص 224 ; جامع الاصول ، ج 4 ، ص 7 ; مسند الطيالسي ، ص 259 ; الكنى والاسماء ، ج 2 ، ص 3 ; سنن = =البيهقي ، ج 8 ، ص 156 ـ 157 ; المبسوط ، ج 1 ، ص 113 ; شرح نهج البلاغة ، ج 9 ، ص 100 ; شرح صحيح مسلم للنووي ، ج 12 ، ص 44 ; تلخيص المستدرك للذهبي ، ج 1 ، ص 77 ; تفسير ابن كثير ، ج 1 ، ص 517 ; شرح المقاصد ، ج 2 ، ص 275 ; مجمع الزوائد ، ج 5 ، ص 218 ـ 219 ; كنز العمّال ، ج 3 ، ص 200 ; تيسير الوصول ، ج 2 ، ص 350 ; ينابيع المودّة ، ص 117 ; خلاصة نقض كتاب العثمانيّة للجاحظ ، ص 29 .

[3] – وردت أخبار كثيرة في الأئمة الاثني عشر وورد فيها : ( . . . آخرهم المهدي ) أو ( . . . آخرهم القائم المهدي ) ينابيع المودة ص 447 وص 485 وغيره من مصادر أهل السنة.

[4] – إبراز الوهم المكنون: 438.

[5] – سنن الترمذي 4|505 ـ 506 ح 2230 ـ 2233.

[6] – الضعفاء الكبير 3|253 ح 1257.

[7] – الاحتجاج بالاَثر على من أنكر المهديّ المنتظر: 28.

[8] – التذكرة: 701، وقد نقل القول بتواتر أحاديث المهديّ عن الآبري وارتضاه.

[9] – مستدرك الحاكم 4|429 و 450 و 457 و 464 و 465 و 502 و 520 و 553 و 554 و 557 و 558.

[10] – المنار المنيف: 130 ح 225، وانظر: الاعتقاد ـ للبيهقي ـ: 127.

[11] – مصابيح السُـنّة: 488 ح 4199، وص 492 ـ 493 ح 4210 و 4211 و 4212 و 4213 و 4215.

[12] – النهاية في غريب الحديث 1|290، 2|172 و 325 و 386، 4|33، 5|254.

[13] – التذكرة: 701 و 704.

[14] – لسان العرب 15|59 مادّة (هَدِيَ).

[15] – منهاج السُـنّة 4|211.

[16] – تهذيب الكمال 25|146 ـ 149 رقم 5181 في ترجمة محمّـد بن خالد الجنـدي.

[17] – تلخيص المستدرك 4|553 و 558.

[18] – المنار المنيف: 130 ـ 133 ح 326 و 327 و 329 و 331، و ص 135.

[19] – النهاية في الفتن والملاحم 1|55 و 56.

[20] – شرح المقاصد 5|312، وشرح عقائد النسفي: 169.

[21] – مجمع الزوائد 7|313 ـ 317.

[22] – تاريخ ابن خلدون 1|564 و 565 و 568، الفصل 52.

[23] – أسمى المناقب في تهذيب أسنى المطالب: 163 ـ 168.

[24] – مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة 3|263 رقم 1442.

[25] – تهذيب التهذيب 9|125 رقم 201 في ترجمة محمّـد بن خالد الجندي، وفتح الباري 6|385.

[26] – كما في: نظم المتناثر من الحديث المتواتر ـ للكتّاني ـ: 226 رقم 289، حكى عنه القول بتواتر أحاديث المهديّ.

[27] – الجامع الصغير 2|672 ح 9241 و 9243 و 9244 و 9245، و 2|438 ح 7489، وحكى عنه البلبيسي في العطر الوردي: 45 أنّه قال بتواترها في بعض 7489، وحكى عنه البلبيسي في العطر الوردي: 45 أنّه قال بتواترها في بعض كتبه.

[28] – اليواقيت والجواهر 2|143.

[29] – الصواعق المحرقة: 162 ـ 167.

[30] – البرهان في علامات مهديّ آخر الزمان: 177 ـ 183.

[31]- راجع: الاِمام المهديّ عليه السلام عند أهل السُـنّة 2|23.

[32] – الاِشاعة لاَشراط الساعة: 87، وهو من القائلين بالتواتر.

[33] – الفتوحات الاِسلامية 2|211، وهو من القائلين بالتواتر.

[34] – الاِذاعة: 112 و 114 و 128، وقد صرّح بتواتر أحاديث المهديّ، ونقل عن الاَئمّة الحفّاظ القول بتواترها، فراجع.

[35] – القطر الشهدي في أوصاف المهديّ: 68.

[36] – العطر الوردي: 44 و 45.

[37] – غالية المواعظ: 76 ـ 77.

[38] – عون المعبود شرح سنن أبي داود 11|361.

[39] – نظم المتناثر: 225 ـ 228 ح 289.

[40] – تحفة الاحوذي : في شرح الحديث رقم 2331، باب ما جاء في المهديّ.

[41] – التاج الجامع للاَُصول 5|341.

[42] – نظرة في أحاديث المهديّ ـ مقال نشرته مجلّة (التمدن) لسنة 1370 هـ للشيخ المذكور، في ص 831.

[43] – إبراز الوهم المكنون: 443 وما بعدها، والمهديّ المنتظر: 5 ـ 8، وكلاهما لاَبي الفيض

[44] – كما في: الاحتجاج بالاَثر: 299.

[45] – كما في محاضرة الشيخ العبّاد (عقيدة أهل السُـنّة والاَثر في المهديّ المنتظر) نشرت في العدد 46 من مجلّة الجامعة الاِسلامية السعودية لسنة 1400 هـ.

[46] – لوائح الأنوار البهية، نقلاً عن الإمام المهدي عليه السلام عند أهل السنة 2|10 ـ وعبارة اللوائح مصورة فيه

[47] – حول المهدي: 646.

[48] – لسان العرب 9|34 مادّة (عتر).

[49] – في انتظار الإمام: 17.

[50] – الفتن لابن حمّاد ـ: 101، نقلاً عن معجم أحاديث المهديّ عليه السلام 1|154 رقم 81.

[51] – الملاحم والفتن ـ لابن المنادي ـ: 41، نقلاً عن معجم أحاديث المهديّ عليه السلام 1|154 رقم 81.

[52] – الملاحم ـ لابن طاووس ـ: 164 باب 19.

[53] – عقد الدرر: 23 باب 1.

[54] – راجع: الحاوي للفتاوي 2|74، والبرهان في علامات مهديّ آخر الزمان: 95 رقم 20 باب 2.

[55] – معجم أحاديث المهديّ عليه السلام 1|136 رقم 74.

[56] – مصابيح السُـنّة: 492 رقم 4211.

[57] – التذكرة: 701.

[58] – الحاوي للفتاوي 2|85.

[59] – الجامع الصغير 2|672 رقم 9241.

[60] – الصواعق المحرقة: 162 و 165 و 166.

[61] – الاِشاعة في أشراط الساعة: 87.

[62] – الفتوحات الاِسلامية 2|211.

[63] – إسعاف الراغبين: 45.

[64] – سنن أبي داود 4 : 108 4290 ، وأخرجه عنه في جامع الأصول 11 : 49 – 50 7814 ، وكنز العمال 13 : 647 37636 ، كما أخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن 1 : 374 – 375 1113 .

[65] – أسمى المناقب في تهذيب أسنى المطالب الجزري الدمشقي الشافعي : 165 – 168 61 .

[66] – مختصر سنن أبي داود المنذري 6 : 162 4121 .

[67] – تهذيب التهذيب 8 : 56 100 .

[68] – التشريف بالمنن للسيد ابن طاووس : 285 413 ب 76 ، أخرجه عن فتن السليلي باختلاف يسير .

[69] – المنار المنيف لابن القيم : 148 329 فصل 50 ، عن الطبراني في الأوسط ، عقد الدرر : 45 من الباب الأول وفيه : ( أخرجه الحافظ أبو نعيم في صفة المهدي ) ، ذخائر العقبى المحب الطبري : 136 ، وفيه : ( فيحمل ما ورد مطلقا فيما تقدم على هذا المقيد ) ، فرائد السمطين 2 : 325 575 باب 61 ، القول المختصر لابن حجر : 7 37 باب 1 ، فرائد فوائد الفكر : 2 باب 1 ، السيرة الحلبية 1 : 193 ، ينابيع المودة 3 : 63 باب 94 ، وهناك أحاديث أخرى بهذا الخصوص في مقتل الإمام الحسين عليه السلام للخوارزمي الحنفي 1 : 196 ، وفرائد السمطين 2 : 310 – 315 الأحاديث 561 – 569 ، وينابيع المودة 3 : 170 212 باب 93 وباب 94 . ومن مصادر الشيعة أنظر : كشف الغمة 3 : 259 ، وكشف اليقين : 117 ، وإثبات الهداة 3 : 617 174 باب 32 ، وحلية الأبرار 2 : 701 54 باب 41 ، وغاية المرام : 694 17 باب 141 ، وفي منتخب الأثر الشئ الكثير من تلك الأحاديث المخرجة من طرق الفريقين ، فراجع .

[70] – المصنف لابن أبي شيبة 15 : 198 19493 ، المعجم الكبير للطبراني 10 : 163 10213 و 10 : 166 10222 ، مستدرك الحاكم 4 : 442 . وأورده من الشيعة المجلسي في بحار الأنوار 51 : 82 21 ، عن كشف الغمة للأربلي 3 : 261 ، والأخير نقله عن كتاب الأربعين لأبي نعيم .

[71] – سنن أبي عمرو الداني : 94 – 95 ، تاريخ بغداد 1 : 370 ولم يروه أحد من الشيعة .

[72] – تاريخ بغداد 5 : 391 ، كتاب الفتن لنعيم بن حماد 1 : 367 1076 و 1077 وفيه يقول ابن حماد : وسمعته غير مرة لا يذكر اسم أبيه ، وأخرجه في كنز العمال 14 : 268 38678 عن ابن عساكر ، ونقله السيد ابن طاووس في التشريف بالمنن 156 196 و 197 باب 163 عن فتن ابن حماد ، كما أورده ابن حجر في القول المختصر : 40 4 مرسلا .

[73] – الفتن لنعيم بن حماد 1 : 368 1080 وعنه السيد ابن طاووس في التشريف بالمنن : 257 200 .

[74] – راجع : تهذيب الكمال 9 : 191 1911 ، وتهذيب التهذيب 3 : 240 ففيهما جميع ما ذكر بحق رشدين بن أبي رشدين .

[75] – مسند أحمد 1 : 376 و 377 و 430 و 448 .

[76] – سنن الترمذي 4 : 505 2230 .

[77] – مستدرك الحاكم 4 : 442 .

[78] – مصابيح السنة 492 4210 .

[79] – عقد الدرر : 51 باب 2 .

[80] – عقد الدرر : 51 – 56 باب 2 .

[81] – هذا الحديث منقول في معجم أحاديث الإمام المهدي عن مقاتل الطالبيين : 163 – 164 .

[82] – البيان في أخبار صاحب الزمان الكنجي الشافعي : 482 .

[83] – المهدية في الإسلام الأستاذ الأزهري سعد محمد حسن : 69 .

[84] – مطالب السؤول : ج2 الباب 12 .

[85] – مشارق الأنوار للشيخ حسن الحمزاوي ص 112 طبع 1307 هـ .

[86] – تذكرة الخواص : ص 363 طبع 1964 م النجف.

[87] – فرائد السمطين : المجلد الثاني .

[88] – الفصول المهمة : الباب الثاني عشر.

[89] – الإتحاف بحب الأشراف : ص 178 ، طبع مصر ( 1316 هـ ) .

[90] – تاريخ الخميس الجزء 2 ص 321 .

[91] – فرائد السمطين .

[92] – اليواقيت و الجواهر ص 142 ط مصر 1307 هـ .

[93] – الصواعق المحرقة ، ص127 ، ط مصر 1308 هـ .

[94] – البقرة 2-3

[95] – كمال الدين : 257 ح 2 ، كفاية الأثر : 10

[96] – الملل و النحل 1: 151 و 152 .

[97] – الفصول المهمة في تأليف الأمة : ص 169 .

[98] – إبراهيم : 25

[99] – يس : 78 .

[100] – أُصول الكافي : الجزء الأول – كتاب الحجة ، و راجع إثبات الوصية / المسعودي : ص 219 .

[101] – راجع المستشرقون و الإسلام / الدكتور عرفان عبدالحميد : ص 19 .

[102] – ج 2 ص 198 وهكذا ابن خلدون في مقدمة تأريخه ج 1 ص 359 ، وابن خلكان في تاريخه ص 581 .

[103] – سورة الزخرف ، آية 61 .

[104] – نور الأبصار للسيد مؤمن بن حسن بن مؤمن الشبلنجي.

[105] – تذكرة الخواص ص 364 طبع النجف 1964 م.

[106] – فرائد السمطين للجويني المجلد 2 الباب 16 ص 335 طبع بيروت 1398 هـ .

[107] – فرائد السمطين : آخر الجزء الثاني ، و أخرجه ينابيع المودة ص 489 مع اختلاف ببعض ألفاظه ، و نقله في المناقب للخوارزمي الحنفي.
[/toggle]

إقرأ ايضاً