الإسلام ثمرة الأديان الإلهية في الأرض

الإسلام ثمرة الأديان الإلهية في الأرض ومحمد هو عيسى وموسى وإبراهيم (ع) والقرآن هو التوراة والإنجيل وصحف إبراهيم

قال تعالى (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيه ) الشورى:13.

وقال تعالى:( قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ *  قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) الأحقاف9-10، (إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى) الأعلى:19 .

الإسلام كدين الهي لا يختلف عن الدين اليهودي أو النصراني أو الحنفي ، وليس شيء مبتدع . بلى ربما اختلفت بعض تفاصيل التشريع في هذه الأديان ، وجاء الإسلام ببعض التفاصيل المختلفة بما يناسب مسيرة الإنسانية التكاملية على هذه الأرض . فالعقائد الالهية لجميع الأديان واحدة ، وهي الأيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله فهم أمة واحدة ، ودعوتهم واحدة .

أما ما يدعيه بعض من اخطأ سمعاً فأساء إجابة بان المسيحية أو غيرها هي دعوة للعزوف عن الحياة المادية ، والاهتمام بالحياة الروحية فقط ، ولذلك فهي فاشلة . والإسلام هو دعوه لإصلاح الروح والجسد معاً ولذلك فهو اصلح .

أقول :-

في الحقيقة أن هذا ادعاء غير صحيح ، وعلى من يريد نشر الإسلام أن يكون ناقد موضوعي لا أن يتخبط العشواء ، ويسب أنبياء الله ورسله من حيث يعلم ، أو لا يعلم . بل وينسب إلى الله الجهل وعدم الحكمة ، بحجة انه يريد نشر الإسلام . فها نحن اليوم نسمع من بعض علماء المسلمين من يتكلم عن الصهاينة (لع) فيقول سليمانهم وهيكلهم ، كلا أيها العزيز بل هو سليماننا وهيكلنا ، فنحن المسلمون أولى بالأنبياء وآثارهم من اليهود وغيرهم ، قال تعالى (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ * وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ * يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) آل عمران 68-71 .

فالإسلام والمسيحية و اليهودية جميعهاً أديان سماوية . ومحمد وعيسى وموسى (ع) جميعهم أنبياء ، وجميع هؤلاء الأنبياء دعوتهم واحدة . فهم دعوا الناس إلى طريق الله سبحانه والسير عليه والتوجه إلى الكمالات الروحية والمعنوية وشرائعهم (عليهم صلوات ربي) فيها كثير من أحكام المعاملات الشرعية التي من شأنها إصلاح العالم المادي وترفيه المجتمع الإنساني . اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً ، أما ما يلاحظ من كلامهم من كثرة الدعوة إلى التوجه إلى الكمالات الروحية والمعنوية ، والإعراض عن العالم المادي . فهو ليس إلا قضية معادلة لما يرَونه عن عزوف الناس عن كمالاتهم المعنوية وتوجههم إلى العالم المادي ، وانقطاعهم إليه بشكل غير طبيعي ، كما إننا اليوم لا نحتاج توجيه الناس في مجتمعنا الإسلامي إلى العالم المادي وهم على طول الخط منقطعين إليه لا يكادون يبصرون ما وراءه ، بل نحن بحاجة لان ندعوهم إلى التوجه إلى الله ، قال تعالى في  توبيخ هذه الإنسانية المنقطعة إلى الماديات والعازفة عن الروحانيات :-

(ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) الحجر 2 .

روي عن المعصومين (ع) أي يلههم العمل . أما ما ورد في كلام الأنبياء (ع) وهو في الحقيقة قليل إذا قورن بما سواه – من توجيه بعض الفئات في المجتمع الإلهي إلى العمل والكسب والتمتع بما رزقهم الله ، فهو : لأن شرذمةً قليلةً جداً من المؤمنين ربما يعتقدون أن الله سبحانه يكره لهم التمتع بما رزقهم من الطيبات المادية ، كما أن بعض الطفيّليين يريد أن يجلس ويتعبد على ما يدعي ، والناس تأتيه برزقه وتضعه في فمه ، وهذا في الحقيقة ليس من الدين في شيء ، فهذا طالب راحه يريد أن يجلس في مكان بارد ولا يتعب بدنه . والعلاج الذي تصهره الشمس يأتيه برزقه ويضعه في فمه .

(قل ما كنت بدعا من الرسل)

ومحمد (ص) ليس بدعا من الرسل فدعوة جميع الأنبياء والأوصياء (ع) لم تلاقَ القبول من علماء الدين ، وكبراء المجتمعات التي بعثوا فيها . فمحمد (ص) حاربه رؤساء مكة وعلماؤها ، الذين حاربوا الشريعة . ولم يؤمن به علماء اليهود وعلماء النصارى ، ومن استخفوه من عوامهم ، مع انهم كانوا يبشرون به ويترقبون ظهوره .

وموسى (ع) لم يرضَ عنه كثير من بني إسرائيل ، ووقف ضده بعض علماءهم وحاولوا حرف الشريعة واستخفاف الناس ، كالسامري وبلعم بن باعورة .

أما عيسى (ع) فلم يرضَ عنه معظم علماء بني إسرائيل وكبراؤهم ، لان وجوده (ع) بينهم كان توبيخاً لهم ، وزهده فضيحة أخزتهم . ورد في الإنجيل :

(وحينئذ وبخ يسوع الشعب بأشد عنف ، لأنهم نسوا كلمة الله ، واسلموا أنفسهم للغرور فقط ، ووبخ الكهنة لإهمالهم خدمة الله ولجشعهم ، ووبخ الكتبة لأنهم علموا تعاليم فاسدة وتركوا شريعة الله ، ووبخ العلماء لأنهم أبطلوا شريعة الله بواسطة تقاليدهم واثر كلام يسوع في الشعب حتى انهم بكوا جميعهم من صغيرهم إلى كبيرهم يستصرخون رحمته ويضرعون إلى يسوع لكي يصلي لأجلهم ما خلا كهنتهم ورؤسائهم ، الذين اضمروا في ذلك اليوم العداء ليسوع لأنه تكلم ضد الكهنة والكتبة والعلماء فصمموا على قتله ، ولكنهم لم ينبسوا بكلمه خوفاً من الشعب ، الذي قبله نبيا من الله . ورفع يسوع يديه إلى الرب الإله وصلى ، فبكى الشعب وقالوا ليكن كذلك يا رب ليكن كذلك ، ولما انتهت الصلاة نزل يسوع من الهيكل وسافر ذلك اليوم من اورشليم مع كثيرين من الذين اتبعوه وتكلم الكهنة فيما بينهم بالسوء في يسوع ) إنجيل برنابا الفصل 12 .

وسيلاقي المهدي (ع) ما لاقاه أسلافه من الأنبياء والأوصياء من علماء الدين والطواغيت ، ولعل مصيبته ستكون اكبر كما تدل عليه بعض الروايات . وسيأتي البحث في رواية تأول علماء الدين للقرآن واحتجاجهم على المهدي (ع) بآيات القرآن الكريم ، بعد أن يفسروها بعقولهم الناقصة وأهواءهم الشخصية.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إضاءات من دعوة محمد (ص)

إضاءات من دعوة محمد (ص) دعوة محمد ص عوة شمولية عامة، فكأن فيها ما في دعوات جميع الأنبياء وزيادة، وهذا المعنى ورد في الحديث، فما في التوراة والإنجيل والزبور كله ...

بعد وفاة النبي (ص)

قال تعالى : (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) ...