س : انتم الشيعة تقولون بان السفراء أربعة وانقطعت بعدها السفارة فكيف تثبت بالدليل النقلي والعقلي من (القران ، والتوراة ، والإنجيل) بأنك سفير رقم (5) ؟

ج : بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين.

في التوراة سفر الملوك الثاني الإصحاح الثاني (وكان عند إصعاد الرب إيليا في العاصفة إلى السماء

…… واخذ إيليا رداءه ولفه وضرب الماء فانفلق إلى هنا وهناك فعبر كلاهما في اليبس ولما عبرا

قال إيليا لليشع اطلب ماذا افعل لك قبل أن أوخذ منك فقال اليشع ليكن نصيب اثنين من روحك علي

فقال صعبت السؤال فان رأيتني أوخذ منك يكون لك كذلك وإلا فلا يكون وفيما هما يسيران ويتكلمان

إذا مركبة من نار وخيل نزلت ففصلت بينهما فصعد إيليا في العاصفة إلى السماء وكان اليشع يرى

وهو يصرخ يا أبي يا أبي مركبة إسرائيل وفرسانها ولم يره بعد . . .).

هذا هو حال نبي الله ورسوله إيليا (ع) وهو مرفوع ولم يمت إلى الآن ويعمل في الأرض أعمال

كثيرة لله سبحانه وتعالى ولكن لا يراه أهل الأرض لأنهم عميان وان كانت عيونهم مفتوحة وأيضا

نظير إيليا (ع) الخضر (ع) وهو أيضا مرفوع وله أعمال بأمر الله سبحانه في الأرض وعيسى (ع)

كذلك مرفوع وله أعمال بأمر الله سبحانه في الأرض . والإمام المهدي (ع) محمد بن الحسن (ع)

كذلك وله أعمال بأمر الله سبحانه في الأرض . وفي بداية رفع عيسى (ع) أرسل أوصياءه ورسل من

عنده لتثبيت الحق الذي جاء به من عند الله سبحانه ونشر دين الله في أرضه ومن هؤلاء شمعون

الصفا أو كما هو اسمه في الإنجيل سمعان بطرس وكذلك يوحنا البربري أو كما هو في الإنجيل

يوحنا اللاهوتي ثم إن الرسالة من عيسى (ع) انقطعت ولا يعني انقطاعها فترة من الزمن انقطاعها

إلى الأبد فلا يوجد دليل عقلي أو نقلي يؤيد هذا الغرض بل الدليل على عكسه وهو إرسال عيسى (ع)

من يمثله إذا حان وقت عودته واقتربت القيامة الصغرى وسأورد الدليل فيما يأتي إنشاء الله .

أما بالنسبة للإمام المهدي (ع) فقد أرسل سفراءه الأربعة في غيبته الصغرى التي استمرت ما يقارب

السبعين عاماً ثم انقطعت السفارة والإرسال من الإمام المهدي (ع) ، وأيضا لا يدل انقطاعها فترة من

الزمن انقطاعها إلى الأبد ، بل الدليل على إرساله رسولاً عنه (ع) يمثله إذا اقترب قيامه وحان وقت

القيامة الصغرى وسأورد الدليل فيما يأتي إنشاء الله .

والآن وقبل بحث مسالة الدليل على إرسالهم رسول عنهم يمثلهم لنبحث أمر هؤلاء الأربعة (ع) أي

الخضر وإيليا وعيسى ومحمد بن الحسن المهدي (ع) هل هو وأحد أم أنهم مفترقين ؟

والحق إن أمرهم وأحد وهم متحدين وغير مفترقين ولا اختلاف بينهم . لان ربهم وأحد ودينهم وأحد

وهو التسليم لله سبحانه وجميعهم يدعون لله وبأمره يعملون والحق الذي يدعون إليه وأحد وغايتهم

وأحدة وهي القيامة الصغرى وهدفهم وغرضهم وأحد وهو نشر القسط والعدل والتوحيد وعبادة الله في

هذه الأرض من حيث يريد سبحانه وتعالى فهم متحدين لا اختلاف بينهم ويطلبون غاية وأحدة وهدف

وأحد وربهم وإلههم وأحد فلا بد أن يكون الرسول منهم جميعاً وأحد وهو أيضا رسول من الله لأنهم

بأمر الله يعملون فمن يمثلهم يمثل الله ومن يخلفهم في الأرض يخلف الله سبحانه لأنهم خلفاء الله في

أرضه .

والآن لنورد الأدلة على أنهم يرسلون رسولاً عنهم (ع) إذا حان وقت القيامة الصغرى ودولة العدل

الإلهي . ولنكتفي ببعض الأدلة لضيق المقام عن التفصيل.

الأول : – في القرآن وأحاديث الرسول محمد (ص) وأحاديث الأئمة (ع)

أ) في القرآن:

(1) قال تعالى (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ*يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ *رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا

الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ*أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ*ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ *إِنَّا

كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عائِدُونَ *يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ) (الدخان من 10-16).

وهذا الدخان عذاب والعذاب يسبق برسالة قال تعالى (وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الإسراء 15) .

وأيضا هذا الدخان أو العذاب هو عقوبة على تكذيب رسول أرسل للمعذبين وهو بين أظهرهم كما هو

واضح من الآيات (ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ) .

وأيضا هذا الدخان أو العذاب يكشف لإيمان أهل الأرض بهذا الرسول بعد أن أظلهم كما أظل العذاب

قوم يونس (ع (أو يونان .

وأيضاً هذا الدخان أو العذاب مقارن للقيامة الصغرى بل هو البطشة الصغرى كما هو واضح في

الآية فليس بعده إلا البطشة الكبرى والانتقام من الظالمين .

إذن فالدخان من علامات قيام القائم وهذا ورد عن الأئمة (ع) وهو مقترن برسول بل هو بسبب

تكذيب أهل الأرض لهذا الرسول فهو عقوبة لهم (أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ) .

فمن هو هذا الرسول؟ ومن مرسل هذا الرسول؟ .

(2) وقال تعالى (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَْرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ

الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ*هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُْمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ

وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ*وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ*ذلِكَ

فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) الجمعة .

أي وآخرين منهم لما يلحقوا بهم سيرسل فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب

والحكمة . . .

وقطعاً لا يمكن أن يكون محمد (ص) هو أيضاً يتلوا على الآخرين الذين يأتون بعد رجوعه إلى الله

فلا بد أن يكون هناك رسول وأيضاً في الأميين أي في أم القرى في زمانه وله هذه الصفات يتلو

الآيات ويزكي الناس أي يطهرهم فينظرون في ملكوت السماوات ويعلمهم الكتاب والحكمة …

(3) قال تعالى (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (يونس :

47) .

وفي الحديث عن جابر عن أبي جعفر (ع) قال سألته عن تفسير هذه الآية (لِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ

رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ) قال (ع) : (تفسيرها بالباطن أن لكل قرن من هذه الأمة

رسولا من آل محمد يخرج إلى القرن الذي هو إليهم رسول ، و هم الأولياء و هم الرسل ، و أما قوله

(فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ) قال معناه إن الرسل يقضون بالقسط و هم لا يظلمون كما قال

الله) تفسير العياشي ص : 119 ، ورواه المجلسي في البحار .

وهذا يكفي للاختصار وإلا فان الأمر سيطول إذا استعرضنا الأدلة القرآنية .

ب) عن الرسول محمد (ص) وردت أحاديث كثيرة نقلها الشيعة والسنة تدل على وجود مهدي وقائم

يسبق الإمام المهدي (ع) وهو متصل به ورسول منه (ع) وهو يمينه ووصيه .

ووصية رسول الله (ص) دالة على هذا الشخص باسمه وصفته وأنه المهدي الأول واسمه أحمد ومن

ذرية الإمام المهدي (ع) .

ووصف الأئمة (ع) أيضاً هذا الشخص الذي يرسله الإمام المهدي (ع) باسمه ومسكنه وصفاته واسمه

أحمد ومن البصرة و . . . و . . . واعتذر عن نقل الأحاديث للاختصار ولمزيد من المعلومات راجعي

الكتب الصادرة عن أنصار الإمام المهدي (ع) ومنها البلاغ المبين ، والرد الحاسم ، والرد القاصم ،

وبعض البيانات التي تعرضت فيها لبعض هذه الروايات التي نقلها كبار علماء الشيعة منذ مئات

السنين عن الرسول والأئمة كما نقل بعضها علماء السنة في كتبهم .

ثانياً : – في التوراة

1) سفر إشعيا .

(فيرفع راية للأمم من بعيد ويصفر لهم من أقصى الأرض فإذا هم بالعجلة يأتون سريعاً ليس فيهم

رازح ولا عاثر لا ينعسون ولا ينامون ولا تنحل حزم أحقائهم ولا تنقطع سيور أحذيتهم الذين سهامهم

مسنونة وجميع قسيهم ممدودة حوافر خيلهم تحسب كالصوان وبكراتهم كالزوبعة لهم زمجرة كاللبوة

ويزمجرون كالشبل ويهرون ويمسكون الفريسة ويستخلصونها ولا منقذ يهرون عليهم في ذلك اليوم

كهدير البحر . . .) الإصحاح الخامس (26-30) .

وهذه الصفات أي لا ينامون . . . و . . . و . . هي صفات أصحاب القائم (ع) كما في الروايات عن

آل محمد (ع) فمن هو رافع الراية (فيرفع راية للأمم) ؟! .

أي الذي يطلب البيعة ويجمع الأنصار للإمام المهدي (ع) وعيسى وإيليا والخضر (ع) .

الإصحاح الحادي عشر (ويخرج قضيب من جذع يسّى وينبت غصن من أصوله ويحل عليه روح

الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب ولذته تكون في مخافة

الرب فلا يقظي بحسب نظر عينيه ولا يحكم بحسب سمع أُذنيه بل يقظي بالعدل للمساكين ويحكم

بالإنصاف لبائسي الأرض ويضرب الأرض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه ويكون البر

منطقة متنيه والأمانة منطقة حقويه . فيسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي والعجل مع

الشبل . . . لا يسوئون ولا يفسدون في كل جبل قدسي لأن الأرض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي

المياه البحر . ويكون في ذلك اليوم أن اصل يسّى القائم راية للشعوب إياه تطلب الأمم ويكون محله

مجدا . . .) الإصحاح الحادي عشر (1-10) .

وهذه الأحداث كلها ملائمة للقيامة الصغرى ولم تحدث فيما مضى ولا تحدث إلا في دولة العدل الإلهي .

أما يسّى وهو في التوراة معروف انه والد نبي الله داوود (ع) .

وأم الإمام المهدي (ع) من ذرية داوود (ع) .

وقصتها باختصار شديد (إنها أميرة جدها قيصر الروم رأت في المنام نبي الله عيسى (ع) ووصيه

شمعون الصفا والرسول محمد (ص) وخطبها الرسول محمد (ص) من عيسى (ع) لولده الإمام الحسن

العسكري (ع) فقال عيسى (ع) لشمعون الصفا أو سمعان بطرس قد جاءك شرف عظيم . لأنها من

ذرية شمعون الصفا (سمعان بطرس) وصي عيسى (ع) ورأت بعد ذلك رؤيات كثيرة وعرضت

نفسها للسبي وحصلت لها معجزات كثيرة حتى وصلت إلى دار الإمام علي الهادي (ع) فزوجها من

ابنه الإمام الحسن العسكري (ع) وولدت له الإمام محمد بن الحسن المهدي (ع) .

فالإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري (ع) من ذرية إسرائيل (يعقوب (ع)) من جهة الأم ومن

ذرية محمد (ص) من جهة الأب .

فيصدق عليه انه قضيب من جذع يسّى .

كما يصدق على المهدي الأول من المهديين الإثني عشر انه غصن يخرج من ذاك القضيب من جذع

يسّى لأنه من ذرية الإمام المهدي (ع) .

والمهدي الأول والذي اسمه أحمد كما في الروايات عن الرسول محمد (ص) والأئمة (ع) هو رسول

الإمام المهدي (ع) ووصيه ويمينه وأول مؤمن به عند بداية ظهوره قبل قيامه بالسيف واكتفي بهذا

القدر للاختصار وإذا أردتِ المزيد إقرائي في التوراة في سفر إشعيا الإصحاح الثالث عشر والثاني

والأربعون والثالث والأربعون والرابع الأربعون والتاسع والأربعون والثالث والستون والخامس

والستون والسادس والستون وتدبريها جيداً .

2) سفر دانيال :

الإصحاح الثاني : ( . . .أنت أيها الملك كنت تنتظر وإذا بتمثال عظيم . . . . . .كنت تنظر إلى انه

قطع حجر بغير يدين فضرب التمثال على قدميه التي من حديد وخزف فسحقهما فانسحق حينئذ

الحديد والخزف والنحاس والفضة والذهب معاً وصارت كعصافة البيدر في الصيف فحملتها الريح

فلم يوجد لها مكان أما الحجر الذي ضرب التمثال صار جبلاً كبيراً وملأ الأرض كلها . . . . . .)

الإصحاح الثاني (31-36) .

فهذا الحجر الذي يقضي على مملكة الطاغوت والشيطان في هذه الأرض هو رسول من الإمام

المهدي (ع) ومن عيسى وإيليا والخضر (ع) .

الإصحاح السابع : (أجاب دانيال وقال كنت أرى في رؤياي ليلاً وإذا بأربع رياح السماء هجمت على

البحر الكبير * وصعد من البحر أربعة حيوانات عظيمة هذا مخالف ذاك * الاول كالأسد وله جناحا

نسر * وكنت انظر حتى أُنتتف جناحاه وانتصب على الأرض وأوقف على رجلين كانسان وأعطي

قلب إنسان * وإذا بحيوان آخر ثان شبيه بالدب فارتفع على جنب وأحد وفي فمه ثلاث أَضلُع بين

أسنانه فقالوا له هكذا قم كل لحماً كثيرا * وبعد هذا كنت أرى وإذا بآخر مثل النمر وله على ظهره

أربعة أجنحة طائر . وكان للحيوان أربعة رؤوس وأعطي سلطاناً * بعد هذا كنت أرى في رؤى الليل

وإذا بحيوان رابع هائل وقوي وشديد جداً وله أسنان من حديد كبيرة . أكل وسحق وداس الباقي

برجليه . وكان مخالف لكل الحيوانات الذين قبله . وله عشرة قرون * كنت متأملاً بالقرون وإذا بقرن

آخر صغير طلع بينها وقلعت ثلاثة من القرون الأولى من قدامه وإذا بعيون كعيون الإنسان في هذا

القرن وفم متكلم بعظائم * كنت آري انه وضعت عروش وجلس القديم الأيام لباسه ابيض كالثلج

وشعر رأسه كالصوف النقي وعرشه لهيب نار وبكراته نار متقدة * نهر نار جرى وخرج من قدامه .

ألوف ألوف تخدمه وربوات ربوات وقوف قدامه . فجلس الدين وفتحت الأسفار * كنت انظر حين

أذن من اجل صوت الكلمات العظيمة التي تكلم بها القرن . كنت أرى إلى أن قتل الحيوان وهلك

جسمه ودفع لوقيد النار * أما باقي الحيوانات فنزع عنهم سلطانهم ولكن أعطوا طول حياة إلى زمان

ووقت * كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام

فقربوه قدامه * فأعطي سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة . سلطانه سلطان

ابدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض * أما أنا دانيال فحزنت روحي في وسط جسمي وأفزعتني

رؤى رأسي * فاقتربت إلى وأحد من الوقوف وطلبت منه الحقيقة في كل هذا . فاخبرني وعرفني

تفسير الأمور * هؤلاء الحيوانات العظيمة التي هي أربع ملوك يقومون على الأرض * أما قديسوا

العلي فيأخذون المملكة ويمتلكون المملكة إلى الأبد والى ابد الآبدين * حينئذ رمت الحقيقة من جهة

الحيوان الرابع الذي كان مخالفاً لكلها وهائلاً جداً وأسنانه من حديد وأظفاره من نحاس وقد أكل

وسحق وداس الباقي برجليه * وعن القرون العشرة التي برأسه وعن الآخر الذي طلع فسقطت قدامه

ثلاثة وهذا القرن له عيون وفم متكلم بعظائم ومنظره اشد من رفاقه * وكنت انظر وإذا هذا القرن

يحارب القديسين فغلبهم حتى جاء القديم الأيام وأعطي الدين لقديسي العلي وبلغ الوقت فأمتلك

القديسون المملكة * فقال هكذا أما الحيوان الرابع فتكون مملكة رابعة على الأرض مخالفة لسائر

الممالك فتأكل الأرض كلها وتدوسها وتسحقها * والقرون العشرة من هذه المملكة هي عشرة ملوك

يقومون ويقوم بعدهم آخر وهو مخالف الأولين ويذل ثلاثة ملوك ويتكلم بكلام ضد العلي ويبلي قديسي

العلي ويظن انه يغير الأوقات والسنة ويسلمون ليده إلى زمان وأزمنة ونصف زمان * فيجلس الدين

وينزعون عنه سلطانه ليفنوا ويبيدوا إلى المنتهى * والمملكة والسلطان وعظمة المملكة تحت كل

السماء تعطى لشعب قديسي العلي . ملكوته ملكوت ابدي وجميع السلاطين إياه يعبدون ويطيعون *

إلى هنا نهاية الأمر .) سفر دانيال الإصحاح السابع .

والأسد وله جناحان يرمز إلى الإمبراطورية الإنجليزية التي قامت في أوربا وشعارها هو الأسد وله

جناحان وأما الدب فهو شعار السوفيت واكل لحماً كثيراًً أي قتل كثير من الناس . . . . . . أما الحيوان

الرابع الذي من الحديد فهو الإمبراطورية الأمريكية التي داست الآن كل الأرض وهيمنت على كل

الأرض بالسلاح والمال .

أما قديم الأيام فهو الإمام المهدي (ع) وأما ابن الإنسان فهو عيسى (ع) ونهاية أمريكا كما قال دانيال

تدفع لوقيد النار إن شاء الله .

والإمام المهدي (ع) وعيسى وإيليا والخضر (ع) يأتون في القيامة الصغرى وهي حساب وعذاب

ونقمة على الظالمين فهل يصح العذاب والنقمة قبل الإنذار فمن المنذر ؟

لابد أن يكون هناك رسول منهم (ع) يبشر وينذر الناس بين أيديهم أي قبل ظهورهم .

ويكفي هذا من التوراة للاختصار .

ثالثاً : في الإنجيل.

إنجيل متى الإصحاح الرابع والعشرين :

(. . . . . . . . . (6) وسوف تسمعون بحروب وأخبار حروب . . . . . . . . . .(15) فمتى نظرتم

رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس . . . . . . . (22) ولكن لأجل

المختارين تقصر تلك الأيام . . . لأنه كما إن البرق يخرج من المشارق ويظهر إلى المغارب هكذا

يكون أيضاً مجيء ابن الإنسان . . . . وللوقت بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس والقمر لا يعطي

ضوءه . . . .) .

وفي هذا الإصحاح علامات القيامة الصغرى يذكرها عيسى (ع) كما ذكرها الرسول محمد (ص)

والأئمة (ع) حروب وكسوف وخسوف . . . . . . ورجسة الخراب (أمريكا) . . . . والمهم انه عبر

عن بداية ظهوره من المشرق إلى المغرب والمشرق نسبةً إلى مكان عيسى (ع) في ذلك الزمان يكون

العراق ، والبرق الذي خرج من المشرق وظهر في المغرب هو إبراهيم حيث خرج من العراق

وظهر في الأرض المقدسة .

وقد قال عيسى (ع) عن يوحنا (يحيى) بأنه إيليا أي مثل إيليا (ولكني أقول لكم أن إيليا قد جاء ولم

يعرفوه بل عملوا به كل ما أرادوا . كذلك ابن الإنسان أيضاً سوف يتألم منهم حينئذ فهم التلاميذ انه

قال لهم عن يوحنا المعمدان) إنجيل متي الإصحاح السابع عشر .

وقال عيسى عن يوحنا (ع) (وان أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيليا المزمع يأتي من له أذنان للسمع

فليسمع) في الإصحاح الحادي عشر .

لذا فان الرسول الذي يرسله الإمام المهدي (ع) ومن معه وهم عيسى وإيليا والخضر وخروجه من

العراق يمكن أن يقال عنه انه خروج عيسى (ع) بهذا المعنى كما إن خروج يوحنا كان يمثل خروج

إيليا في مرحلة معينة ويمكن أن يكون هذا الرسول من أمة أخرى بل هو كذلك كما قال عيسى (ع)

(لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطي لأمة تعمل أثماره) متي الإصحاح الحادي

والعشرون .

وقال عيسى (ع) (لذلك كونوا انتم أيضاً مستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان (أي

عيسى) فمن هو العبد الأمين الحكيم الذي أقامه سيده على خدمه ليعطيهم الطعام (أي العلم والمعرفة

والحكمة) في حينه طوبي لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا) في الإصحاح الرابع

والعشرون .

فمن هو هذا العبد الأمين الحكيم ؟ إلا أن يكون رسول من الإمام المهدي ومن عيسى وإيليا والخضر

(ع) .

وقال عيسى (وأما الآن فأنا ماضي للذي أرسلني وليس أحد منكم يسألني أين تمضي ولكن لأني قلت

لكم هذا قد ملأ الحزن قلوبكم لكن أقول لكم الحق انه خير لكم أن انطلق لأنه إن لم انطلق لا يأتيكم

المعزي ولكن إن ذهبت أُرسله إليكم ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطيئة وعلى بر وعلى دينونة

أما على خطيئة فلأنهم لا يؤمنون بي وأما على بر فلأني ذاهب إلى أبي ولا ترونني أيضاً وأما على

دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين) إنجيل يوحنا الإصحاح السادس عشر .

فمن هذا المعزي الذي يرسل ؟ ومن هذا الذي يبكت العالم على خطاياهم وتكذيبهم الأنبياء والرسل

وقتلهم وعلى تركهم حق الأنبياء ووصاياهم وعلى تضيعهم حظهم في القيامة الصغرى وخذلانهم

رئيس هذا العالم وهو الإمام المهدي (ع) .

وقال عيسى (ع) (إن لي أمور كثيرة أيضاً لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحملوا الآن وأما متى

جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به

ويخبركم بأمور كثيرة ذلك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم) إنجيل يوحنا الإصحاح السادس عشر

.

وعن أبي عبد الله ع قال (العلم سبعة و عشرون حرفا فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف

الناس حتى اليوم غير الحرفين فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة و العشرين حرفا فبثها في الناس و ضم

إليها الحرفين حتى يبثها سبعة و عشرين حرفا) بحار الأنوار ج52

وأظن ما تقدم وان كان مختصراً يكفي لمن يطلب الحق والحقيقة وإذا أردتِ المزيد ففي رؤيا يوحنا

اللاهوتي الكثير لمن يطلب الحقيقة لم أتعرض له للاختصار .

وأذكرك إن اليهود لما بعث الله عيسى (ع) قالوا (أ من الناصرة يخرج شيء صالح) وقالوا (فتش

وانظر انه لم يقم نبي من الجليل) وقالوا (وهل المسيح من الجليل يأتي ألم يقل الكتاب انه من نسل

داوود من بيت لحم القرية التي كان داوود فيها يأتي المسيح) .

وأخيراً نصيحتي لكي أن تتدبري هذه الكلمات . . . في التوراة مكتوب (توكل علي بكل قلبك ولا

تعتمد على فهمك في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك ، ولا تحسب نفسك حكيماً ، أكرمني وأدب

نفسك بقولي) .

x

‎قد يُعجبك أيضاً

س : هل أنتم من المحتوم أم لا؟ إذا كنتم من المحتوم فأي شخصية تمثلون؟ وهل أنتم الأول أم الثاني من الشخصية؟

س : سيدي الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.   سمعنا بدعوتكم في أول بدايتها وحاولنا رؤيتكم والتكلم معكم بخصوصها في النجف الأشرف ولكن لم نوفق لذلك لحكمة يعلمها الله. ...