ماذا تقولون في الصحابة وهل تسبونهم ؟

ماذا تقولون في الصحابة وهل تسبونهم ؟
إن شاء الله سؤالك تقصد به من آمنوا بالرسول محمد <ص> ونصروه ونصروا دين الله بكل ما خولهم ربهم حتى ختم لهم بخير وماتوا على ولاية ولي الله وحجة الله وخليفة الله في زمانهم، وهؤلاء
لا شك أنهم خيرة أهل زمانهم، أما إن كنت تقصد كل من آمن بالرسول محمد <ص> فترة من الزمن فاعلم أن من الذين آمنوا بالرسول محمد <ص> من ارتدوا في حياته .

عن ابن عباس في سورة النحل : { من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره } إلى قوله : { لهم عذاب عظيم } فنسخ واستثنى من ذلك ، فقال : { ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم } . قال أبو عبد الرحمن : وهو عبد الله بن سعد ابن أبي سرح ، الذي كان على مصر ، كان يكتب لرسول الله ، فأزله الشيطان ، فلحق بالكفار ، فأمر به أن يقتل يوم الفتح ، فاستجار له عثمان بن عفان ، فأجاره رسول الله
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني – المصدر: صحيح النسائي – الصفحة أو الرقم: 4080
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
فهذا عبدالله ابن ابي السرح صحابي واخو عثمان بن عفان من الرضاعة , كان يكتب للرسول صلى الله عليه وأله وسلم ومن ثم ارتد عن دينه في حياة النبي صلى الله عليه وأله وسلم ولحق بالكفار وقد امر النبي الاكرم ص بقلته
عن سعد قال : لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين وسماهم وابن أبي سرح فذكر الحديث قال وأما ابن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان بن عفان فلما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة جاء به حتى أوقفه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله بايع عبد الله فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا كل ذلك يأبى فبايعه بعد ثلاث ثم أقبل على أصحابه فقال أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله فقالوا ما ندري يا رسول الله ما في نفسك ألا أومأت إلينا بعينك قال إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين
الراوي: سعد بن ابي وقاص المحدث: الألباني – المصدر: صحيح أبي داود – الصفحة أو الرقم: 2683
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ـ *ومنهم من ارتد بعد وفاته
وهذا هو النبي ( صلى الله عليه وآله ) يؤكد ذلك بقوله : ” وإن أناسا من أصحابي يؤخذ بهم إلى ذات الشمال ، فأقول : أصحابي أصحابي . فيقال : إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم
صحيح البخاري 4 : 110 – كتاب بدء الخلق ، باب قول الله تعالى ( واتخذ الله إبراهيم خليلا . . . )
بينا أنا نائم إذا زمرة ، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال : هلم ، فقلت : أين ؟ قال : إلى النار والله ، قلت : وما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى . ثم إذا زمرة ، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال : هلم ، قلت أين ؟ قال : إلى النار والله ، قلت : ما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 6587
خلاصة حكم المحدث: [صحيح] يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي ، فيجلون عن الحوض ، فأقول : يا رب أصحابي ؟ فيقول : إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 6585
خلاصة حكم المحدث: [صحيح] أخرج البخاري عن العلاء بن المسيب ، قال : ” لقيت البراء بن عازب ، فقلت له : طوبى لك ، صحبت النبي ( ص ) وبايعته تحت الشجرة ، فقال : يا ابن أخي إنك لا تدري ما أحدثنا بعده ”
صحيح البخاري 5 : 125 – باب غزوة الحديبية – طبعة مصر على النسخة الأميرية 1314
وأخرج البخاري في صحيحه من جزئه السادس في باب قوله: سواء عليهم استغفر لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين من كتاب فضائل القرآن سورة المنافقين.
أنّ رجلاً من المهاجرين كسح رجلاً من الأنصار، فقال الأنصاريُّ يا للأنصار وقال المهاجريُّ يا للمهاجرين، فسمع ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: ما بال دعوى أهل الجاهلية؟ قالوا: يا رسول الله كسح رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال: دعوها فإنّها منتنةٌ، فسمع بذلك عبد الله بن أُبي فقال: فعلوها أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزُّ منها الأذلّ، فبلغ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم، فقام عمر فقال: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق! فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلم: دعه لا يتحدّث النّاس أنّ محمداً يقتل أصحابه. (صحيح البخاري: 6/65)
وبالتأكيد لم يكن هؤلاء منافقين ، لأن الارتداد يكون بعد إيمان ، والمنافقون لم يكن لهم إيمان حتى يرتدوا بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) إذ أنهم لم يؤمنوا حتى في زمان النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
ومنهم من أظهر ارتداده ومنهم من أضمر عدم إيمانه،
ففي مصادر السنة كان رسول الله صلّى الله عليه وآله يعلم ببعضهم وعلّم أسماءهم إلى حذيفة بن اليمان كما يقولون وأمره بكتمان أمرهم حتّى أن عمر بن الخطاب أيام خلافته كان يسأل حذيفة عن نفسه، هل هو من أهل النّفاق؟ وهل أخبر النّبي باسمه؟ كنز العمّال: 7/24. تاريخ ابن عساكر: 4/97. إحياء العلوم للغزالي: 1/129.
كما ان رسول الله صلّى الله عليه وآله قد أعطى للمنافقين علامةً يعرفون بها وهي بغض علي بن أبي طالب كما يروون ذلك في صحاحهم صحيح مسلم: 1/61. صحيح الترمذي: 5/306. سنن النسائي: 8/116. كنز العمّال: 15/105.
وهذه الحقيقة لا مفرَّ منها وقد سجّلها كتاب الله سبحانه بقوله تعالى:
«وما محمد إلاّ رسولٌ قد خلتْ من قبله الرسل أفإن مات أو قُتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرّ الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين» [آل عمران: 144].
وفي القرآن بيان لحال المنافقين وفي كتب السير عند السنة والشيعة ذكر للمرتدين
«ومن أهل المدينة مردوا على النّفاق لا تعلمهم، نحن نعلمهم سنعذّبهم مرتين ثم يردّون إلى عذاب عظيم» [التوبة: 101].
«يحلفون بالله ما قالوا، ولقد قالوا كلمة الكفر، وكفروا بعد إسلامهم وهمّوا بما لم ينالوا» [ التوبة: 74] «ومن الناس من يقول أمّنا بالله وباليوم والآخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلاّ أنفسهم وما يشعرون، في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون» [البقرة: 10].
«إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنّك لرسول الله، والله يعلَمُ إنّك لرسوله والله يشهد إنّ المنافقين لكاذبون، إتّخذوا أيمانهم جنّة فصدوا عن سبيل الله إنّهم ساء ما كانوا يعملون، ذلك بأنّهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون» [المنافقون: 3] «إنّ المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصّلاة قاموا كسالى يراؤون النّاس ولا يذكرون الله إلاّ قليلاً» [النساء: 142]

واعلم وفقك الله أن الدنيا كلها جهل إلا مواطن العلم، والعلم كله حجة إلا ما عمل به، والعمل كله رياء إلا ما كان مخلصاً، والإخلاص على خطر عظيم حتى ينظر المرء ما يختم له.

فعليك إن كنت تريد معرفة الحق أن تلتزم بقانون الله الذي أسسه منذ اليوم الأول الذي خلق فيه آدم (ع) وهو خلافة الله في أرضه: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً﴾([البقرة: 30])،
فتؤمن بخلفاء الله وتنصرهم بكل ما خولك ربك، أما سواهم من الناس فلست مكلفاً بالإيمان بهم سواء كانوا صحابة رسول الله محمد <ص> أم غيرهم فلن يسألك الله إلا عن الإيمان بخلفائه في أرضه، فإن
ختم لك بخير وآمنت بخلفاء الله في أرضه حتى آخرهم في زمانك فقد نجوت وإلا فالنار أعاذك الله منها، وهذا قانون الإيمان كما أنزله تعالى فهل تجد فيه الإيمان بأصحاب الرسل – خلفاء الله في أرضه – قال
تعالى: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾([البقرة: 285])، فعليك الإيمان بخاتم
الرسل من الله محمد <ص> والأئمة خلفاء الله في أرضه الذين هم رسل محمد <ص> للناس، وهم (12) إماماً و(12) مهدياً كما في وصية نبيكم محمد <ص> التي نقلها الشيخ الطوسي (رحمه الله)
ولم ينقل أحد غيره وصية لرسول الله <ص> ليلة وفاة غيرها، والقرآن أوجب الوصية عند حضور الموت في قوله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ
بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ﴾([ البقرة: 180])، فلا مناص من قبول هذه الوصية اليتيمة ومن يردها سواء من السنة أم الشيعة يتهم رسول الله محمداً <ص> بمخالفة القرآن وحاشاه <ص> من أن يخالف قول الله سبحانه.
والكلام في الوصية طويل ولكن فقط اسأل نفسك وليسأل كل منصف نفسه السؤال الحتمي بعد معرفة ما روي في كتب المسلمين أن رسول الله محمداً <ص> عندما مرض بمرض الموت طلب ورقة وقلم ليكتب كتاباً وصفه رسول الله محمد <ص> بأنه كتاب يعصم الأمة التي تتمسك به من الضلال إلى يوم القيامة، فمنعه عمر وجماعة معه من كتابة هذا الكتاب في حادثة رزية الخميس المعروفة (لما اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه قال : اتئوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا من بعده . قال عمر : إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع ، وعندنا كتاب الله حسبنا . فاختلفوا وكثر اللغط ، قال : قوموا عني ، ولا ينبغي عندي التنازع . فخرج ابن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كتابه .
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 114
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

فالسؤال هو: هل يقبل أحد أن يتهم رسول الله محمداً <ص> أنه قصَّر في كتابة هذا الكتاب المهم والذي يعصم الأمة من الضلال بعد أن كانت عنده فرصة لأيام قبل وفاته يوم الاثنين ليكتبه ؟
ثم إذا علمنا أن هذا الكتاب يجب كتابته وإهماله غير جائز؛ لأنه الوصية التي أمر الله رسوله بكتابها، بقوله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ﴾ فهل يمكن أن نقول إن الرسول ترك كتابة هذا الكتاب أو الوصية التي أمره الله بكتابتها لاعتراض عمر وجماعة معه ؟ مع أن الرسول تألم لاعتراضهم وطردهم من المجلس كما هو مذكور في حادثة الرزية (رزية الخميس)، أرجو أن تنصفوا أنفسكم وترحموها وتجيبوا على هذا السؤال لتنجوا جميعاً بقبول وصية رسول الله محمد <ص>.
أما بالنسبة للسب فقد قال الامام احمد اليماني (ع) :
أما بالنسبة للسب والشتم فليست من أخلاقنا وأسأل الله أن يمن عليّ ويجعلني ممن يغفرون لمن يسيء لهم، وأعوذ بالله أن يجعلني جباراً شقياً، وقد نهيت المؤمنين والمؤمنات عن الخلق السيئ الذي
يسيء لهم أولاً وللإسلام الذي جاء به محمد <ص> ثانياً باعتبارهم محسوبين عليه <ص>، وطلبت منهم أن يتحلوا بأخلاق القرآن، ويعلم كثير منهم كم مرة طلبت منهم قراءة بعض السور التي تبين
الأخلاق الإلهية والعمل بها، فالاستهزاء والسب والشتم والتنابز بالألقاب والتعرض لأعراض الناس وكل خلق لا يرضاه الله فهو منبوذ مرفوض رفضاً قاطعاً عندنا لا نقبله ولا نقبل أن يتخلق به أحد من
المؤمنين والمؤمنات.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هل الله تعالى يؤتي الملك حتى للظالمين والفاسقين ؟

وردت في القرآن الكريم آيات من قبيل قوله تعالى: (( إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ ...

توجد روايات عند كلا الفريقين مفادها إنّ الأنبياء (ع) لا يورثون فكيف تقولون انه ورث فدك وورث الخلافة ؟

توجد روايات عند كلا الفريقين مفادها إنّ الأنبياء (ع) لا يورثون فكيف تقولون انه ورث فدك وورث الخلافة ؟ عن الصادق عليه السّلام : فضل العالم على العابد كفضل القمر ...