فتنة العجل في بني اسرائيل

“قال تعالى: ﴿وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾([58]).


وقال تعالى: ﴿وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ * وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ * وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾([59]).


وقال تعالى: ﴿قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ * فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ * أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً * وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي * قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى * قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي * قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي * قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ * قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي * قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً * إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً﴾([60]).”

متى حدثت فتنة العجل

“حدثت فتنة العجل في سنين التيه الأربعين التي تاه فيها بنو إسرائيل في صحراء سيناء، عقوبة لتمردهم على الأوامر الإلهية، وإصلاحاً لما فسد في نفوسهم، حيث واعد الله سبحانه وتعالى موسى(ع) ثلاثين ليلة ثم أتمها بعشر، قال تعالى: ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ﴾([61]).”

البداء

“ولم يكن سبحانه وتعالى يجهل أنّ الميقات أربعين ليلة، ولم يكن سبحانه وتعالى يكذب على موسى سبحانه وتعالى علواً كبيراً، وإنّما واعده ثلاثين ليلة وكانت العشر التمام للأربعين معتمدة على أمر أخر لم يحدث بعد، كدعاء أو صدقة أو أي عمل يقوم به موسى (ع)، أو تقصير من جماعة بني إسرائيل يعاقبون عليه بغياب موسى (ع) عشر ليالي إضافية، ففي علم الله سبحانه أن موسى سيغيب أربعين ليلة، لكن في لوح المحو والإثبات أن موسى سيغيب ثلاثين ليلة، فإن حصل الأمر الفلاني من موسى (ع) أو بني إسرائيل فإنه سيتمها أربعين ليلة، قال تعالى: ﴿يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾([62]).


وهذا يشبه دعاء أيٌ منّا ليدفع الله عنه البلاء، أو يرزقه من رحمته ما يشاء، فلو كانت الأمور لا تتبدل لبطل الدعاء ولأمسى لغواً لا نفع فيه، لكن الله سبحانه قدر المقادير ويداه مبسوطتان يوسع على من يشاء ويقتر كيفما يشاء وهو أحكم الحاكمين، وهذا هو البداء الحق المبين في الذكر الحكيم الذي أنكره الجاهلون، وقالوا: إنّ الله فرغ من كل شيء، وجعلوا يديه مغلولتين يضاهون قول اليهود([63]).


هذا، وهناك من علماء السنة من يثبت البداء كابن الجوزية في كتابه الجواب الكافي في فصل الدعاء، وهو وإن لم يصرح باللفظ فقد أثبت المعنى سواء بالروايات عن النبي (ص) أو بمناقشته لفائدة الدعاء.”

العجل من السامري فالخوار ممن؟

“وفي هذه الليالي الأربعين استغل السامري غياب موسى (ع)، وقام بصياغة عجل من الحلي وألقى السامري في هذا العجل حفنة تراب أخذها من تحت حافر فرس جبرائيل (ع)، فخرج العجل الجسد له خوار، أي صوت كصوت العجل الحي. قال موسى (ع): (يا رب العجل من السامري فالخوار ممن؟ قال: مني يا موسى، إني لما رأيتهم قد ولوا عني إلى العجل أحببت أن أزيدهم فتنة) ([64]).
وقال لهم السامري هذا إلهكم وإله موسى، أي إنّ إلهكم حل في هذا العجل!! وصدقه الكثير من بني إسرائيل بعد أن أعانوه على صناعة العجل!!
ويجدر بنا أن نتدبر هذه الحادثة في القرآن وندرسها، لعل الله يمن علينا بحياة السعداء وميتة الشهداء، كما وعدنا رسول الله (ص) عند دراسة القرآن ([65]).”

من هو السامري؟

“فإذا قررتم أيها الأحبة دراسة هذه الحادثة فتعالوا معي نتساءل، من هو السامري؟ وهل كان عالماً من علماء بني إسرائيل؟ وهل كان متعبداً ناسكاً؟ حيث: ﴿قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً …﴾([66]).
يبدو من سياق الآية أنّه كان يرى جبرائيل (ع) أو أموراً غيبية، لم يكن غيره يراها.
ثم هل كان السامري مجاهداً؟
ورد هذا المعنى في تفسير الآية: ﴿فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ﴾([67])، أنّه السامري فلو صح هذا لكان السامري مجاهداً، قاتل جنود الطاغية، فرعون في مصر قبل بعث موسى (ع) ([68]).
ثم من الذي نسى؟ موسى (ع)، أي نسى إلهه هاهنا وذهب إلى الطور فيكون الكلام بلسان السامري. والحق أن هذا بعيد؛ لأنّ بني إسرائيل يعلمون أنّ موسى ذهب إلى الطور بأمر الله، إذن فيكون الناسي هو السامري، أي ترك الإيمان الحقيقي والمعبود الحق، فيكون الكلام من الله سبحانه. ثم ما الذي سولت له نفسه؟ الحق أنّ هذا هو أصل كل الفتنة، الهوى والأنا والشيطان وزخرف الدنيا، سولت له نفسه الأمارة بالسوء أنّه أفضل من هارون (ع)، وتمرّد عليه ولم يطع أمره وتكبر، لقد سولت له نفسه أنّه عالم وعابد وناسك وربما مجاهد، وكشفت له بعض الأمور الغيبية، فهو أحق من هارون (ع) بقيادة بني إسرائيل في غيبة موسى (ع)، وحسد هارون و موسى (عليهما السلام) فأخذ التكبر منه كل مأخذ، و تمكن منه الهوى والأنا كل التمكن، و أرداه الشيطان في الهاوية وجعله يتكبر على الأنبياء العظام (ع) كما تكبر هو على آدم (ع)، فاستفزه الشيطان بندائه وأغواه بغوايته وأصابه بدائه، فنزلت الحجب على مرآة الروح لما اشترى الضلالة بالهدى، فلم يعد يرى: ﴿وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ﴾([69]).
ونسي الحقيقة والمعبود الحق الذي لا يُرى بالأبصار ولا تدركه الأوهام، فعاد إلى أخس أنواع الشرك، إلى التشبيه. فأخرج ما انطوت عليه نفسه عجلاً جسداً له خوار، يكون فتنة يفرح بها قوم انطوت عليها نفوسهم قبل ظهورها، وأشربوا العجل قبل صياغته، فكم اعترضوا على موسى وهارون (عليهما السلام)، وكم آذوا موسى (ع)، ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾([70]).”

هارون (ع) لم يكن له وزن عند كثير من بني إسرائيل

“كان كثير من بني إسرائيل يرون أنّهم خير من موسى (ع)، أمّا هارون (ع) فلم يكن له وزن عند كثير منهم، جاء في التوراة: (وأخذ قورح بن يصهار بن فهاث بن لاوي، وداثان وابرام ابنا الياب واون بن قالت بنوراوبين يقاومون موسى مع أناس من بني إسرائيل … فاجتمعوا على موسى وهارون، وقالوا لهما كفاكما أن كل الجماعة بأسرها مقدسة وفي وسطها الرب فما بالكما ترتفعان على جماعة الرب. فلما سمع موسى سقط على وجهه، ثم كلم قورح وجميع قومه قائلاً غداً يعلن الرب من هو له ومن المقدس حتى يقربه أليه) ([71]).
(وكلم الرب موسى قائلاً كلم بني إسرائيل وخذ منهم عصا عصا لكل بيت أب من جميع رؤسائهم حسب بيوت آبائهم اثنتي عشرة عصا، واسم كل واحد تكتبه على عصاه واسم هارون تكتبه على عصا لاوي، لأنّ لراس بيت آبائهم عصا واحده. وضعها في خيمه الاجتماع أمام الشهادة حيث اجتمع بكم، فالرجل الذي اختاره تفرخ عصاه فاسكن عني تذمرات بني إسرائيل التي يتذمرونها عليكما، فكلم موسى بني إسرائيل، فأعطاه جميع رؤسائهم عصا عصا لكل رئيس حسب بيوت آبائهم اثنتي عشره عصا، وعصا هارون بين عصيهم. فوضع موسى العصي أمام الرب في خيمة الشهادة، وفي الغد دخل موسى إلى خيمة الشهادة، وإذا عصا هارون لبيت لاوي قد أفرخت وأخرجت فروخاً و أزهرت زهراً وانضحت لوزاً، فاخرج موسى جميع العصي من أمام الرب إلى جميع بني إسرائيل، فنظروا وأخذ كل واحد عصاه، وقال الرب لموسى رد عصا هارون إلى أمام الشهادة لأجل الحفظ، علامةٌ لبني التمرد فتكف تذمراتهم عني لكي لا يموتوا ففعل موسى كما أمره الرب كذلك فعل) ([72]).
(وارتحلوا من جبل هور في طريق بحر سوف ليدوروا بأرض أدوم، فضاقت نفس الشعب في الطريق، وتكلم الشعب على الله وعلى موسى قائلين لماذا أصعدتمانا من مصر لنموت في البرية، لأنه لا خبز ولا ماء وكرهت أنفسنا الطعام السخيف) ([73]).
وهكذا كان السامري وعجله الجسد متنفساً لهؤلاء الفاسقين، ليخرجوا ما انطوت عليه نفوسهم من بغض وحسد لموسى وهارون (عليهما السلام)، ولهارون (ع) بالذات؛ لأنّ القدح بشخصه (ع) والطعن بنبوته وقيادته أيسر؛ وذلك لأنّ لموسى (ع) مكانة كبيرة وهيبة عظيمة في نفوس كثير من بني إسرائيل لما ظهر على يديه من المعجزات. وهكذا استضعف هؤلاء المنافقين الذين اتبعوا السامري هارون (ع) والجماعة الذين رابطوا معه على الحق، وحاولوا قتل هارون(ع)، ولكنه تعامل مع الفتنة بحكمة الأنبياء، ثم تربص حتى عاد موسى (ع)، ونصره الله وأظهر حقه وحكم العقيدة الفاسدة وأظهر مكانها العقيدة الصحيحة، والحق الذي يريده الله:
﴿وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً * إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً ﴾([74]).”

الاقتباسات للسيد أحمد الحسن – كتاب العجل ج1

هوامش

[58]- البقرة : 93.
[59]- الأعراف : 148 – 153.
[60]- طه : 87 – 98.
[61]- الأعراف : 143.
[62]- الرعد : 39.
[63]- يزعم اليهود أنّ يد الله تعالى مغلولة، وأنّه تعالى فرغ من الخلق والأمر ولا يستطيع تغيير أي شيء! وقد ردّ الله سبحانه وتعالى على هذا القول فقال: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ المائدة :64.
وقد وافق أكثر علماء السنة اليهود في هذا، فقالوا: إنّ الله تعالى قد فرغ من الأمر فلا يمكنه التغيير! ورووا في ذلك روايات، منها ما رواه أحمد في مسنده : عن ابن عمر قال: (قال عمر: يا رسول الله، أرأيت ما نعمل فيه أفي أمر قد فرغ منه أو مبتدأ أو مبتدع، قال : فيما قد فرغ منه فاعمل يا ابن الخطاب، فان كلا ميسر، أما من كان من أهل العادة فإنه يعمل للسعادة، وأما من كان من أهل الشقاء فإنه يعمل للشقاء) مسند أحمد : ج2 ص52، ولاحظ صحيح البخاري:ج6 ص86، صحيح مسلم: ج8 ص48، تفسير ابن كثير: ج4 ص554، وغيرها.
فلهذه النصوص الصحيحة عندهم قالوا بالجبر على الله تعالى، كما قالوا به في أفعال الانسان! ونجد البخاري يحمّل الله تعالى مسؤولية خطيئة آدم (ع)، فقد روى عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (ص): (احتج آدم وموسى، فقال له موسى: أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة؟ فقال له آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه ثم تلومني على أمر قدر علي قبل أن أخلق؟ فقال رسول الله (ص): فحج آدم موسى مرتين) صحيح البخاري: ج3 ص131. فأنكروا البداء جهلاً منهم بحقيقته.
[64] – تفسير القمي: ج2 ص62، بحار الأنوار: ج13 ص210، قصص الأنبياء الجزائري: ص 268.
[65] – عن إسماعيل بن أبي زياد عن جعفر بن محمد عن أبيه (ع) قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: (إن أهل القرآن في أعلى درجة من الآدميين ما خلا النبيين والمرسلين، ولا تستضعفوا أهل القرآن وحقوقهم، فان لهم من الله لمكاناً) ثواب الأعمال للصدوق : ص99-100.
[66]- طه : 96.
[67]- القصص : 15.
[68] – في تفسير القمي: ( …. وكان السامري على مقدمة موسى يوم أغرق الله فرعون وأصحابه، فنظر إلى جبرئيل وكان على حيوان في صورة رمكة، فكانت كلما وضعت حافرها على موضع من الأرض تحرك ذلك الموضع، فنظر إليه السامري وكان من خيار أصحاب موسى … ) تفسير القمي: ج2 ص61 – 63.
وهذا يدل على أن السامري كان قائداً وعلى مقدمة أصحاب موسى (ع)، ولا أقل أن يكون من خيار أصحاب موسى (ع).
[69]- الأعراف : 198.
[70]- الصف : 5.
[71]- الكتاب المقدس – العهد القديم / الإصحاح السادس عشر : ص238.
[72]- الكتاب المقدس – العهد القديم / الإصحاح السابع عشر : ص241.
[73]- الكتاب المقدس – العهد القديم / الإصحاح الحادي والعشرون : ص247.
[74]- طه : 97- 98.

إقرأ ايضاً